لأنه ما عدم من البداية فيدعي إلى الغاية . "أدعو الله " فهذا عين المكر على بصيرة ، فنبه أن الأمر له كله ، فأجابوه (1) مكرأ كما دعاهم . فجاء المحمدي وعلم أن الدعوة إلى الله ما هي من حيث هويته وإنما هي من حي أاسماؤه فقال : "يوم نحشر المتقين إلى الرحمن وفدأ " فجاء بحرف الغاية وقرنها بالاسم ، فعرفنا أن العالم كان تحت حيطة اسمم إلهي أوجب عليهم أن يكونوا متقين . فقالوا في مكرهم : "لا تذرن آلهتكم ولا تذرن وردا ولا سواعا ولا يغوث ويعوق ونسرا * ، فإنهم إذا تركوهم جهلوا من الحق على قدر ما تركوا من هؤلاء ؛ فإن للحق في كل معبود وجها يعرفه من يعرفه ويجهله من يجهله . في المحمديين : " وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه " أي حكم . فالعالم يعلم من عبد ، وفي أي صورة ظهر حتى عبد ، وأن التفريق والكثرة كالأعضاء في الصورة المحسوسة وكالقوى المعنوية في الصورة الروحانية ، فا عبد غير الله في كل معبود . فالأدنى من تخيل فيه الألوهية ؛ فلولا هذا التخيل ما عبد الحجر ولا غيره . ولهذا قال (2) : "قل سموهم " ، فلو سموهم (19-1) لسموهم حجارة (3) وشجرا وكوكبا . ولو قيل لهم من عبدتم لقالوا إلها ما كانوا يقولون الله ولا الإله . والأعلى ما تخيل (4) ، بل قال هذا مجلى إلهي ينبغي تعظيمه فلا يقتصر . فالادنى صاحب التخيل يقول ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى والأعلى العالم يقول : إنما إلهكم إله واحد فله أسلموا حيث ظهر " وبشر المخبتين ، الذين خبت نار طبيعتهم ، فقالوا إلها ولم يقولوا طبيعة ، " وقد أضلوا كثيرا أي حيروهم في تعداد الواحد بالوجوه والنسب .و ولا تزد الظالمين
Bogga 72