Fi Adab Masar Fatimi
في أدب مصر الفاطمية
Noocyada
وكلس وزير
نعم على قدر الكل
ب يصلح الساجور
فغضب العزيز على هذا الشاعر، وأمر بالقبض عليه، ثم بدا للعزيز إطلاقه فأرسل يستدعيه، وكان للوزير عين في القصر فأخبره بذلك، فأمر بقتل الشاعر، فقتل.
52
وهكذا كان لهذا الوزير أعداء كما كان له أنصار ومحبون، وقد حزن الناس حين ابتدأت علته في الحادي والعشرين من شوال سنة 380ه، ونزل إليه العزيز بالله يعوده، وقال: «وددت أنك تباع فأبتاعك بمالي، أو تفدى فأفديك بولدي.»
53
وتوفي يعقوب بن كلس ليلة الأحد لخمس خلون من ذي الحجة سنة 380ه، واجتمع الناس فيما بين القصر وداره لتشييعه إلى مقره الأخير، وخرج العزيز من القصر على بغلة، والناس يمشون بين يديه وخلفه بغير مظلة، والحزن ظاهر عليه، وأقام ثلاثا لا يأكل على مائدته ولا يحضرها من عادته الحضور، وأقام الناس عند قبر الوزير شهرا، وغدا الشعراء إلى قبره فرثاه مائة شاعر أجيزوا كلهم. فهذا كله يدل على أنه كان للوزير مكانة في نفس إمامه وفي نفوس معاصريه جميعا، وذلك لما عرف عنه من إنصافه وكرمه وعلمه، وما أظهره من شدة تمسكه بأهداب الدين الإسلامي على مذهب القوم. (3) المؤيد في الدين داعي الدعاة
54
وهل نستطيع أن نتحدث عن علماء الدعوة الفاطمية دون أن نتحدث عن هذا العالم الذي بلغت علوم الدعوة الذروة على يديه، ذلك هو المؤيد في الدين داعي الدعاة الذي عرف في تاريخ الأدب العربي بمناظرته مع أبي العلاء المعري في تحريم أكل اللحم، والذي أراد الأستاذ مرجوليوث المستشرق الإنجليزي أن يعرف شيئا عن حياته فخانه التوفيق، واكتفى بذكر اسمه دون حياته، فعلى الرغم من أن المؤيد لم يكن مصري المولد والنشأة فقد وفد على مصر، وأقام بها زهاء ثلاثين عاما، واستمع له جمهرة من المصريين، أخذوا عنه علوم الدعوة فأثر في الحياة العقلية المصرية بمبادئه التي كان ينادي بها. وفي مصر أخذ عنه لمك بن مالك قاضي الصليحيين باليمن، فنقلت عن مصر علوم الدعوة إلى اليمن، وأصبح اليمنيون يدينون للمؤيد بالأستاذية في علوم الدعوة، وفي مصر أنشد المؤيد أكثر قصائد ديوانه، وألقى مجالسه التي بلغت الثمانمائة مجلس، فلا غرابة أن نتحدث عنه في كتابنا هذا، وهو كتاب خاص بمصر.
Bog aan la aqoon