رَجَعَ ومناقب شَيخنَا الْخَرشِيّ كَثِيرَة من عبَادَة وتقشف وزهادة وَقبُول عِنْد الْحُكَّام وشفاعات شاهدته مَعَ من يطْلب مِنْهُ التَّوَجُّه للحكام من غير أَن يسْأَله عَن حَاجته وَيَأْتِي الْحَاكِم فيسأله الْحَاكِم عَن حَاجته فيشير إِلَى من جَاءَ بِهِ فتقضى الْحَاجة
وَأَخْبرنِي شَيخنَا سَيِّدي إِبْرَاهِيم الفيومي ﵀ يَوْمًا مشافهة عَنهُ وَأَنا وإياه جالسان فِي الْمحل الَّذِي يدرس بِهِ الشَّيْخ وَقَالَ إِن الشَّيْخ الْخَرشِيّ كَانَ لَهُ التَّصَرُّف الباطني بِمصْر وَأَن فَقِيرا من أَرْبَاب الْأَحْوَال كَانَ خديما نَائِبا بَين يَدي الشَّيْخ يدْخل وَيخرج دَائِما عَلَيْهِ وَهُوَ يستشيره فِي الْأُمُور سرا من غير أَن يتَكَلَّم
وَحكى لي أَنه كَانَ بَين بعض طلبة الْعلم وَرجل جندي مخاصمة فاستغاث الطَّالِب بالشيخ فَذهب مَعَه إِلَى مَحل الْحُكُومَة فَلَقِيَهُ الجندي فَقَالَ لَهُ حَتَّى أَنْت جيت يَا مُحَمَّد يَا خرشي فَرجع الشَّيْخ مغضبا إِلَى مدرسته وَجلسَ صامتا مطئطئا رَأسه على عَادَته فَدخل عَلَيْهِ ذَلِك الْفَقِير وَقَالَ للشَّيْخ يَا سَيِّدي أَقتلهُ وَكرر ذَلِك مرَارًا وَالشَّيْخ صَامت لم يجبهُ لم أَخذ الْفَقِير نواة من الأَرْض وَحذف بهَا فأصابت رخامة فِي الْمدرسَة أَرَاهَا لي الشَّيْخ إِبْرَاهِيم عيَانًا فَمَاتَ الجندي من حِينه وَكَأَنَّهُ فهم عَن الشَّيْخ الْإِذْن
وَهَذَا من بَاب الْقَتْل
1 / 44