111 وقال أمير المؤمنين علي (عليه السلام): «لو شئت لأوقرت سبعين بعيرا من تفسير الفاتحة».
112 وقال أيضا (عليه السلام): «أم القرآن هي رأس القرآن وعماده وذروة سنامه، وفيها خمسة أسماء، وهي الأسماء العظيمة القدر الشريفة الأصل، ومن شرف هذه الأسماء وعظم قدرها أن الله جعلها في أم الكتاب، وجعلها مفتاحا لها، وجعل الصلاة لا تقوم ولا تتم إلا بها، وإنما شرفت أم القرآن على غيرها من السور بهذه الأسماء الخمسة» (1).
وقال بعض العلماء: فاتحة الكتاب الشفاء التام، والدواء النافع، والرقية التامة، ومفتاح الغنى والفلاح، وحافظة القوة، ودافعة الهم والغم والخوف والحزن، لمن عرف مقدارها، وأعطاها حقها، وأحسن تنزيلها على دائه، وعرف وجه الاستشفاء والتداوي بها، والشر الذي لأجله كان كذلك، ولما وقع بعض الصحابة على ذلك رقى بها اللديغ فبرأ لوقته، فقال له النبي (صلى الله عليه وآله): «وما أدراك أنها رقية؟».
ومن ساعده التوفيق وأعين بنور البصيرة حتى وقف على أسرار هذه السورة، وما اشتملت عليه من التوحيد ومعرفة الذات والأسماء، والصفات والأفعال، وإثبات الشرع والقدر والمعاد، وتجريد توحيد الربوبية، وكمال التوكل، والتفويض إلى من له الأمر كله، والحمد كله، وبيده الخير كله، وإليه يرجع الأمر كله، والافتقار إليه في طلب الهداية التي هي أصل سعادات الدارين، وعلم ارتباط معانيها بجلب مصالحهما ودفع مفاسدهما، وأن العافية المطلقة التامة، والنعمة الكاملة عن كثير من الأدوية والرقى، واستفتح بها من الخير أبوابه، ودفع من الشر أسبابه.
وقال بعضهم: لو أحسن العبد التداوي بالفاتحة لرأى لها تأثيرا عجيبا في الشفاء، وقد مكثت بمكة مدة تعتريني أدواء، ولا أجد طبيبا ولا دواء، فكنت أعالج نفسي بالفاتحة، فأرى لها تأثيرا عجيبا، فكنت أصف ذلك لمن يشتكي ألما، فكان كثير منهم يبرأ سريعا.
Bogga 66