216

Fadail Thaqalayn

فضائل الثقلين من كتاب توضيح الدلائل على ترجيح الفضائل‏

Noocyada

قال: فقام النبي فرحا ومعه أصحابه حتى أتوا حظيرة بني النجار، فإذا هم بالحسن معانق للحسين (عليهما السلام)، والملك الموكل بهما قد أفرش أحد جناحيه تحتهما وجللهما بالآخر، قال: فانكب النبي (صلى الله عليه وآله) يقبلهما ويبكي فرحا مما رأى.

فلما انتبها حمل النبي (صلى الله عليه وآله) الحسن وحمل جبرئيل (عليه السلام) الحسين فخرج من الحظيرة- وفي رواية: فحمل النبي (صلى الله عليه وآله) الحسن على منكبه الأيمن والحسين على منكبه الأيسر- وهو يقول: «والله لأشرفنكما كما شرفكما الله عز وجل» فقال له أبو بكر: ناولني يا رسول الله أحد الصبيين أخفف عنك، فقال: «يا أبا بكر، نعم الحاملان، ونعم الراكبان، وأبوهما أفضل منهما».

فخرج حتى أتى باب المسجد، فقال: «يا بلال هلم علي الناس»، فنادى منادي رسول الله (صلى الله عليه وآله) في المدينة، فاجتمع الناس عند رسول الله (صلى الله عليه وآله) في المسجد، فقام على قدميه، ثم صعد المنبر، فقال: «يا معشر الناس، ألا أدلكم على خير الناس جدا وجدة؟» قالوا: بلى يا رسول الله، قال: «عليكم بالحسن والحسين، فإن جدهما محمد رسول الله، وجدتهما خديجة بنت خويلد». «يا معشر الناس، ألا أدلكم على خير الناس أما وأبا؟» قالوا: بلى يا رسول الله قال: «عليكم بالحسن والحسين، فإن أباهما علي بن أبي طالب يحب الله ورسوله، ويحبه الله ورسوله، وأمهما فاطمة بنت رسول الله». «يا معشر الناس، ألا أدلكم على خير الناس عما وعمة؟» قالوا: بلى يا رسول الله (صلى الله عليه وآله)، قال: «عليكم بالحسن والحسين، فإن عمهما جعفر الطيار ذو الجناحين، الذي يطير في الجنة مع الملائكة، وعمتهما أم هاني بنت أبي طالب».

«يا معشر الناس، ألا أدلكم على خير الناس خالا وخالة؟!» قالوا: بلى يا رسول الله، قال:

«عليكم بالحسن والحسين، فإن خالهما القاسم بن رسول الله، وخالتهما زينب بنت رسول الله»، ثم قال: «اللهم إنك تعلم أن الحسن في الجنة، والحسين في الجنة، وجدهما في الجنة، وجدتهما في الجنة، وأباهما في الجنة، وعمهما في الجنة، وعمتهما في الجنة، وخالهما في الجنة، وخالتهما في الجنة، ومن يحبهما في الجنة، ومن يبغضهما في النار».

قال: فلما قلت ذلك، قال الشيخ: من أنت يا فتى؟ قلت: من أهل الكوفة، قال:

أعرابي أنت أم مولى؟ قلت: بل أعرابي، قال: فأنت تحدث بهذا الحديث وأنت في

Bogga 238