Fadail Thaqalayn
فضائل الثقلين من كتاب توضيح الدلائل على ترجيح الفضائل
Noocyada
هذا الكساء الرث؟ قال: فكساني خلعة، وحملني على بغلة بعتها بمائة دينار، ثم قال:
أقررت عيني، فو الله يا شاب لأقرن عينك، ولأرشدنك إلى شاب يقر عينك اليوم، قال:
قلت: أرشدني إلى منزله رحمك الله، فأخذ بيدي حتى أتى باب المسجد الإمام، فإذا أنا برجل قد خرج إلي، فقال: أما البغلة والكسوة فأعرفهما، والله ما كان فلان يحملك ويكسوك إلا أنك تحب الله ورسوله وذريته، فحدثني بحديث علي.
قال: قلت: أخبرني أبي، عن أبيه، عن جده، قال: كنا يوما قعودا عند رسول الله (صلى الله عليه وآله) إذ جاءت فاطمة (عليها السلام)، فبكت بكاء شديدا، فقال لها رسول الله: «ما يبكيك يا فاطمة؟» قالت: «يا أبه، عيرتني نساء قريش وقلن: إن أباك زوجك معدما، لا مال له» فقال لها النبي: «لا تبكي، فو الله ما زوجتك حتى زوجك الله عز وجل من فوق عرشه، وأشهد بذلك جبرئيل وميكائيل، فإن الله عز وجل اطلع إلى أهل الدنيا واختارني من الخلائق، فبعث الله عز وجل نبيا، ثم اطلع الثانية فاختار من الخلائق عليا، فزوجك إياه واتخذته وصيا، فعلي مني وأنا منه، أشجع الناس قلبا، وأحلم الناس حلما، وأعلم الناس علما، وأسمح الناس كفا، وأقرب الناس سلما، الحسن والحسين ابناه وهما سيدا شباب الجنة، واسمهما في التوراة: شبر وشبير لكرامتهما على الله عز وجل». «يا فاطمة، لا تبكي فو الله إذا كان يوم القيامة يكسى أبوك حلتين، وعلي حلتين، ولواء الحمد بيدي وأناوله عليا بكرامته على الله عز وجل».
«يا فاطمة، لا تبكي، إذا دعيت إلى رب العالمين يجيء علي معي، فشفعني الله عز وجل وهو معي». «يا فاطمة، لا تبكي، إذا كان يوم القيامة ينادي مناد يا محمد، نعم الجد جدك إبراهيم خليل الرحمن، ونعم الأخ أخوك علي بيده مفاتيح الجنة، وشيعته هم الفائزون يوم القيامة غدا في الجنة».
فلما قلت ذلك، قال: يا بني، من أين؟ قلت: من أهل الكوفة، قال: أعرابي أم مولى؟ قلت: أعرابي، قال: فأعطاني ثلاثين ثوبا وعشرة آلاف درهم، ثم قال:
يا شاب قد أقررت عيني ولي إليك حاجة، قلت: قضيت إن شاء الله، قال: فإذا كان غدا تأتي مسجد آل فلان كيما ترى أخي المبغض لعلي (عليه السلام).
قال: فطالت تلك الليلة، فلما أصبحت أتيت المسجد الذي وصف لي، فقمت في
Bogga 239