Fadail Thaqalayn
فضائل الثقلين من كتاب توضيح الدلائل على ترجيح الفضائل
Noocyada
يا أمير المؤمنين؟ قال: ما شأنك متحنطا؟ قلت: أتاني رسولك في جوف الليل أن أجب، فقلت: عسى أن يكون أمير المؤمنين بعث إلي في هذه الساعة ليسألني عن فضائل علي، ولعلي إن أخبرته قتلني، فكتبت وصيتي ولبست كفني.
قال: وكان متكئا فاستوى قاعدا كالمرعوب، فقال: لا حول ولا قوة إلا بالله، سألتك بالله يا سليمان كم حديثا ترويه في فضائل علي؟ قال: قلت كثيرا، قال: كم ويحك يا سليمان؟ قلت: عشرة آلاف حديث وما زادت، فجثا على ركبتيه، ثم قال:
والله لأحدثنك بحديث في فضائل علي تنسي كل حديث سمعته! قلت: حدثني وأفدني يا أمير المؤمنين أفادك الله، قال:
نعم، كنت هاربا من بني أمية، وكنت أتردد في البلاد وأتقرب إلى جميع الناس بفضائل علي (عليه السلام)، وكانوا يطعمونني ويزودونني حتى وردت بلاد الشام، وإني لفي كساء خلق ما علي غيره، فسمعت الإقامة وأنا جائع، ودخلت المسجد لأصلي، وفي نفسي أن أكلم الناس في عشاء، فلما سلم الإمام دخل المسجد صبيان فسلما، فالتفت الإمام إليهما، فقال لهما: مرحبا بكما ومرحبا بمن أسماكما على اسميهما، وكان إلى جانبي شاب، فقلت: يا شاب، من الصبيان ومن الشيخ؟ قال: هو جدهما، وليس بهذه المدينة من يحب عليا غير هذا الشيخ، فلذلك سمى أحدهما الحسن والآخر الحسين، فقمت فرحا، وقلت: هل لك في حديث أقر به عينيك؟ قال: إن أقررت عيني أقررت عينك.
قال: قلت: حدثني والدي، عن أبيه، عن جده، قال: كنا قعودا عند رسول الله (صلى الله عليه وآله) إذا جاءت فاطمة (عليها السلام) تبكي، فقال لها النبي: «ما يبكيك يا فاطمة؟» قالت: «يا أبة، خرج الحسن والحسين، فما أدري أين باتا» فقال لها النبي: «يا فاطمة، لا تبكي فو الله الذي خلقهما هو ألطف بهما منك» فرفع النبي يديه إلى السماء، فقال: «إن كانا أخذا برا أو بحرا فاحفظهما وسلمهما» فنزل جبرئيل من السماء، فقال: «يا محمد، إن الله عز وجل يقرئك السلام، ويقول: لا تحزن ولا تغتم لهما، فإنهما فاضلان في الدنيا وفاضلان في الآخرة، وأبوهما أفضل منهما، هما نائمان في حظيرة بني النجار، وقد وكل الله عز وجل بهما ملكا يحفظهما».
Bogga 237