289

Dustur Culama

دستور العلماء أو جامع العلوم في اصطلاحات الفنون

Daabacaha

دار الكتب العلمية - لبنان / بيروت

Lambarka Daabacaadda

الأولى، 1421هـ - 2000م

Noocyada

Qaamuus

واعلم أن الحواس كلها في الإنسان عند المحققين آلة للإدراك إما لحدوثه أو لحفظه والمدرك في الحقيقة هو العقل.

الحاصل بالمصدر في المصدر المبني للفاعل إن شاء الله تعالى.

الحادث اسم فاعل من الحدوث فعليك كشف الغطاء عن الحدوث حتى يجلو لك الحادث. فاعلم أن الحدوث يطلق على معنيين: أحدهما: وجود الشيء بعد عدمه بعدية زمانية. وبعبارة أخرى كون الشي مسبوقا بالعدم سبقا زمانيا وهو المسمى بالحدوث الزماني ويقابله القدم الزماني. فالحادث حينئذ هو الموجود المسبوق بالعدم سبقا زمانيا. والمتكلمون قائلون بأن العالم حادث بهذا الحدوث. وثانيهما: كون الشيء مفتقرا محتاجا في وجوده إلى غيره أي علته تامة أو ناقصة. والحكماء يقولون به في العقول والنفوس الفلكية والأجرام الفلكية بموادها وصورها الجسمية والنوعية بأشخاصها وأشكالها وأضواءها والأجسام العنصرية بموادها ومطلق صورها الجسمية لا أشخاصها وأما صورها النوعية فقيل بجنسها فإن أطوار خصوصية أنواعها لا تجب أن تكون قديمة والظاهر من كلامهم قدمها بأنواعها.

ونقل عن أفلاطون أنه قال بحدوث العامل حدوثا زمانيا فالحادث على هذا المعنى هو المحتاج في وجوده إلى غيره. وبين المعنيين عموم وخصوص مطلقا تحققا. فإن المعنى الأول أخص مطلقا من حيث التحقق من المعنى الثاني لأن كل شيء وجد فيه الحدوث الزماني وجد هناك الحدوث الذاتي بلا عكس كلي وأما بحسب الصدق فبينهما مبائنة كلية كما لا يخفى. وبين الحادث بالمعنى الأول والحادث بالمعنى الثاني أيضا عموم وخصوص مطلقا كذلك لكن بحسب الصدق فإن كل شيء يكون موجودا بعد عدمه كان مفتقرا في وجوده إلى الغير وليس كل ما كان مفتقرا في وجوده إلى الغير يكون مسبوقا بعدمه. فإن الحكماء قائلون بأن العقول وغيرها كما مر حادثة بالذات ممكنة محتاجة في وجودها إلى الغير وهو سبحانه تعالى ومع هذا قديمة بالزمان لقدم علتها الواجبة بالذات تعالى شأنها. وقدم العلة مستلزم لقدم معلولها بالضرورة.

وقال الباقر في الإيماضات إن تخصص التقرر بآن أو بزمان ما مقطوع من جهة البداية يقال له الحدوث الزماني. وموضوعه وهو الحادث الزماني يكون لا محالة مسبوق الوجود في أفق التقضي والتجدد بالزمان القبل وباستمرار عدمه الواقع فيه سبقا زمانيا ويقابله القدم الزماني وهو أن يستوعب استمرار الوجود قطرا في التقضي والتجدد. فيتحقق في جميع الأزمنة والآنات وليس الاتصاف بهما إلا للزمانيات. ووقوع التقرر رغب العدم الصريح في وعاء الدهر يقال له الحدوث الدهري. وموضوعه

Bogga 5