290

Dustur Culama

دستور العلماء أو جامع العلوم في اصطلاحات الفنون

Daabacaha

دار الكتب العلمية - لبنان / بيروت

Lambarka Daabacaadda

الأولى، 1421هـ - 2000م

Noocyada

Qaamuus

وهو الحادث الدهري مسبوق الوجود في الدهر سبقا دهريا بعدم صرف في الأعيان لا بزمان أو آن. ولا باستمرار العدم أو لا استمرار ويتصف به الحادث الزماني بما هو موجود متقرر في وعاء الدهر لا بما هو زماني واقع في أفق الزمان ويقابله القدم الدهري وهو السرمدية أي تسرمد الوجود في وعاء الدهر لا في أفق الزمان. وفعلية التقرر بعد بطلان الحقيقة. وهلاك الذات في لحاظ العقل يقال لها الحدوث الذاتي. وموضوعه وهو الحادث الذاتي في حد نفسه مسبوق الذات والوجود وهو موجود ما دام موجودا بالبطلان والعدم أبدا. ولكن سبقا بالذات وفي لحاظ العقل لا سبقا دهريا. وفي الأعيان وهو يستوعب عمود عالم الإمكان على الاستغراق ويقابله القدم الذاتي المساوق للوجوب بالذات انتهى.

وقال أهل الحق إن العالم وهو ما سوى ذاته تعالى وصفاته حادث بجميع أجزائه حدوثا زمانيا أي وجد بعد عدمه بعدية زمانية كما حقق في الكتب الكلامية الإسلامية. وها هنا بحث وهو أن الحدوث الزماني يستدعي سبق العدم على الوجود في الزمان السابق فلا بد له من سبق الزمان. والزمان إما من جملة العالم أو خارج عنه لا سبيل إلى الثاني فإن وراء العالم ليس إلا ذاته تعالى وصفاته فيكون الزمان من جملة العالم بالضرورة. فأقول إنه حادث بالحدوث الزماني أو الذاتي لا سبيل إلى الأول لأنه على الأول يلزم وجود الزمان حين عدمه لما مر من أن الحدوث الزماني يستدعي سبق العدم في الزمان السابق وهو محال بالبداهة لا طريق إلى الثاني أيضا لأنه لو كان حدوثه ذاتيا لزم بطلان قولهم المذكور أعني أن العالم بجميع أجزائه حادث بالحدوث الزماني مع أنهم لا يقولون بالحدوث الذاتي.

والجواب أن الزمان من جملة العالم. والمتكلمون قائلون بأن تقدم بعض أجزاء الزمان على البعض وتأخره عنه وكذا تقدم عدم الزمان على وجوده وتأخر وجوده عن عدمه تقدم وتأخر بالذات أي بلا واسطة الزمان. وهذا التقدم والتأخر قسم سادس أحدثه المتكلمون كما حققنا في التقدم. لكن التقدم الذاتي الذي أثبته المتكلمون غير التقدم الذاتي الذي أثبته الحكماء. والبعدية الذاتية أيضا كذلك لأن التقدم الذاتي عند المتكلمين هو القبلية التي لا يجامع معها القبل البعد وكذا البعدية الذاتية. والتقدم الذاتي عند الحكماء هو تقدم المحتاج إليه على المحتاج. فمراد المتكلمين بقولهم المشهور المذكور أن العالم بجميع أجزائه موجود بعد العدم بعدية لا يجامع معها البعد القبل بعدية وجودية الزمان عن عدمه كذلك وإنما عبروا عن هذه البعدية بالبعدية الزمانية المشعرة بوساطة الزمان جريا على اصطلاح الحكماء فلا يلزم وجود الزمان عند عدمه

وإن أردت توضيح هذا المرام فاستمع لما قاله الفاضل المدقق القمقام ملا يوسف

Bogga 6