Dustur Culama
دستور العلماء أو جامع العلوم في اصطلاحات الفنون
Daabacaha
دار الكتب العلمية - لبنان / بيروت
Lambarka Daabacaadda
الأولى، 1421هـ - 2000م
Noocyada
والإنسان ممكن. ومن قال إن الامتناع ليس بجهة فقد أغمض العينين من نور القمرين كيف وقد أذن مؤذن في مسجد التجريد أن الوجود إذا حمل أو جعل رابطا يثبت مواد ثلاث في أنفسها جهات في التعقل دالة على وثاقة الرابطة وضعفها هي الوجوب والامتناع والإمكان وكذا العدم انتهى.
قال الفاضل المدقق مولانا مرزاجان في حواشيه على شرح التجريد لا يقال مثلا قولنا شريك الباري موجود ليس بقضية بالفعل ولا بالقوة لأن القضية إنما تكون بالفعل أو بالقوة إذا كانت النسبة فيها بالفعل كما في القضايا الفعلية. أو بالقوة كما في الممكنة على ما ذكر العلامة الرازي. وإذا لم تكن قضية بالفعل ولا بالقوة فكيف تتكيف بالمادة والجهة مع أنهم فسروا المادة والجهة بالكيفية العارضة لنسبة المحمول إلى الموضوع في نفس الأمر أو في العقل والموضوع والمحمول لا يتحققان إلا في القضاء. وأيضا صرحوا بأن الممكنة العامة أعم جميع الجهات وظاهر أنه لا يصدق شريك الباري موجود بالإمكان العام لأنا نقول امتناع الشيء إنما ينافي تحققه لا صدق اسمه ورسمه عليه إذ لا يخفى أن اجتماع النقيضين مستحيل يصدق عليه اسمه ورسمه.
ومن ها هنا يظهر أن القول بأن الممكنة ليست قضية بالفعل بناء على أن النسبة فيها ليست متحققة بالفعل منظور فيه وقولهم الممكنة أعم الموجهات معناه أنها أعم من الموجهات المشهورة المعدودة في كتب المنطق. بقي شيء وهو أنه لا بد في القضية من الحكم والإذعان المتعلق بالنسبة التي فيها والقضية التي جهتها الامتناع لم يذعن بالنسبة التي فيها والقول بأن المذعن ها هنا كون شريك الباري موجودا بالامتناع فإن كون شريك الباري موجودا وإن لم يصلح لتعلق الإذعان به لكن كونه موجودا بالامتناع مما يذعن به وهم محض فإن المذعن به ها هنا في الحقيقة هو أن وجود شريك الباري ممتنع. بل الحق في الجواب أن يقال امتناع النسبة في الحقيقة هو ضرورة الطرف المقابل لتلك النسبة اعتبر بالعرض فيها. ولا شك في تحقق الطرف المقابل في النسبة الممتنعة انتهى.
ثم الواجب عليك أن تحفظ أن المحكوم عليه إذا كان الممكن الخاص سواء كان المحمول هو الوجود أو العدم فالجهة هي الإمكان. وإما إذا كان المحكوم عليه هو الواجب لذاته فلا تكون الجهة هي الإمكان ما لم يكن المحمول هو الوجود لأنه إذا كان العدم فالجهة هي الامتناع وكذا إذا كان المحكوم عليه هو الممتنع بالذات لا تكون الجهة هي الإمكان ما لم يكن المحمول هو العدم وأما إذا كان الوجود فالجهة هي الامتناع فافهم واحفظ.
جهة الفوق: هي محدب الفلك الأعظم أو مقعر فلك القمر على اختلاف الرأيين كما مر في الجهة.
Bogga 290