عروس الأماني قد تبدت من الخدر """""" صفحة رقم 36 """"""
عروب لقد عزت على كل خاطب
ولطف معانيها أرق من السحر
بعيدة مأمول المعاني وهكذا
تعز منى لا كل غالية المهر
فقمت لها سعيا وعظمت شأنها
وقبلتها بين الترائب والنحر
سترقى مقاما دونه كل رتبة
وتعلو على العلياء مرتفع القدر
فها أنت يا مغني اللبيب بفضله
مباديك تبنى بالمكارم والفخر
فلا زلت تسمو للمعالي وترتقي
مقام التداني رافعا راية النصر
بعز وإقبال وفضل ونعمة
سليما من الأغيار منسبل الستر
مدى الدهر ما غنت سويجعة الربا
ولاح اجتلاء الروض في حلل الزهر
وكتب له أمير الشعراء ، ورئيس الأدباء ، مصطفى بك الشهير بابن الترزي ، مادحا
بقوله : ( الطويل )
يلوح كبدر التم عند تمامه
محيا على غصن النقا من قوامه
عذيب الثنايا ينهب الصبر لحظه
ويوهب جسمي السقم فرط سقامه
تهيج لي السودا سواد جفونه
ويبري سقامي ثغره بابتسامه
ألية من قد فتت الحب قلبه
وجرعه بالهجر كأس حمامه
لقد هاج بي من عالج الخيف أثله
وأرقني في الدوح نوح حمامه
فما لاح برق السفح إلا ومقلتي
سقته بدمع مثل فيض غمامه
ولي فيه من يزري بخطي قده
ببان الحمى سقيا له مع بشامه
ويلبسني مرط الجنون صدوده
ويمنع جفني عن لذيذ منامه
فلا غرو أن المرء يظهر سره
إذا كان ممنوعا لنيل مرامه
بروحي ذياك القوام إذا انثنى
فيزري بخوط البان حسن احتشامه
صبوت به لا أنثني بمعنف
ولو ساقني للحتف هول غرامه
أبى لي فؤاد بالصبابة مولع
على صغر لا يرعوي بكلامه
وينقاد للفتان طوعا ويرتضي
بما فعلت ألحاظه من كلامه
بروحي ثناياه اللواتي كلؤلؤ
ومد حياه جال بين انتظامه
ويمنعني من ريقه العذب لحظه
إذا ازور كالغضبان عند انتقامه
ومما حلا في فيه من مسكر الطلا
Bogga 36