لأني مغرى في الهوى والهوى عذري """""" صفحة رقم 35 """"""
فلا زلت ترقى يا وحيدا مراتبا
وجودك يا حبرا يحدث عن بحر
مدى الدهر ما غنى حمام بروضة
مرنحة الأغصان من نشوة السكر
فكتب له مجيبا بقوله ، مع حسن التنكيت ، على هذه القصيدة الفريدة : ( الطويل )
أما واجتلاء الروض في حلل الزهر
وعبق عبير للربا طيب النشر
وخفق ذيول للصبا في حدائق
من الورد تسري في غلائله الخضر
وقد حبكت أيدي النسيم عشية
من الحبب الفضي درعا على النهر
وماست أفانين الرياض وصدحت
حمائم ذاك الدوح في الغصن النضر
لقد شاقني در الصبا ومعاهد
قطفت بها اللذات في أول العمر
إذ العيش غض والليالي تقودني
إلى اللهو والأيام في راحة اليسر
وكأس مدامي من لواحظ شادن
غرير رخيم الدل منحبك الخصر
ثملت بها والدهر في عنفوانه
وصفو لياليه مصان عن الغدر
فكم ذا وصلنا بالغداة عشية
وكم نقطع الأيام لهوا ولا ندري
وكم ليلة لا عين فيها تروعنا
سوى أعين النوار والأنجم الزهر
نجوب الليالي القفر في كل لذة
ولا نتحامى الحادثات من الدهر
نشد مطايانا لنيل مآرب
فمن مهمه قفر إلى مهمه قفر
فما لليالي أقعدتني عن المنى
وقد خالستني بالخديعة والمكر
وما لي قد أصبحت خلوا من الهوى
وحيدا بلا خل كأني أبو ذر
فيا لأخلائي الذين تباعدوا
دنوا فحسبي ما لقيت من الهجر
إذا ما تذكرت الحمى وأحبتي
فكلي عيون في معالمه تجري
ولكن شغلي بامتداحي أخا العلا
يزحزح من كرب توالى على صدري
هو ابن الأمير الندب خير مهذب
هو المعتفي سبل الأكارم بالبر
هو الفاضل البحاث في كل مشكل
هو الغرة البيضاء في جبهة الدهر
هو الكامل العدل الذي حير النهى
هو الماجد الممدوح في النظم والنثر
خليلي الذي أصفيته الود يافعا
وأشددت في عهد الشباب به أزري
وخدني ومن وافيت في عهد صبوتي
وأشركته دون البرية في أمري
فيا فاضلا أعيى الفهوم ذكاؤه
وألفاظه المختار من درر البحر
لقد حيرت منك اللها كل شاعر
فماذا عسى أبدي لديك من الشعر
أتت منك لي خود تهادى كأنها
Bogga 35