وحج في سنة {ثلاث وخمسين وستمائة}، وسبب حجه أنه لما تنكر له الملك الصالح نجم الدين أيوب بن الكامل وبعث إليه الامير فخر الدين يوسف بن شيخ الشيوخ صدر الدين بن حموية على العساكر، فهزمه وأوقع الحوطة على بلاده ونازل الكرك حتى طلب منه الأمان.
فرحل عنه وقد ضاقت الأمور بالناصر، فخرج إلى حلب ومعه جواهر جليلة قيمتها ما ينيف على {مائة} ألف دينار، فبعثها إلى الخليفة المستعصم بالله ببغداد لتكون عنده وديعة، فقبضت من رسوله، وكتب الخط الشريف بقبضها، فشق ذلك على أولاده وخرجوا عن طاعته ولحق بعضهم بالملك الصالح نجم الدين أيوب بمصر، وسلمه الكرك. فجرت أمور آلت بالناصر إلى مسيره إلى بغداد لطلب وديعته، فمنعه الخليفة من الدخول إليها ومظله بالجوهر. فلما
Bogga 344