فكانت خلافة أبي جعفر اثنين وعشرين سنة تنقص أياما قد اختلف في عدتها.
واتفق أنه لما نزل آخر منزل بطريق مكة نظر في صدر البيت فإذا فيه بعد البسملة: أبا جعفر، حانت وفاتك وانقضت سنوك، وأمر الله لا بد واقع أبا جعفر، هل كاهن أو منجم لك اليوم من حد المنية مانع؟
فأحضر متولي المنازل وقال له: "ألم آمرك <أن> لا يدخل المنازل أحد من الناس ؟"وكانت {الخلفاء} يبنى لهم في كل منزلة ينزلونها بطريق مكة دار، ويعد لهم فيها {سائر} ما يحتاج إليه من الستور والفرش والأواني وغير ذلك. فقال: "والله، ما دخله أحد منذ فرغ". فقال: "إقرأ ما في صدر البيت". فقال: "ما أرى {شيئا}". فأحضر غيره فلم ير {شيئا}، فقال: "يا ربيع، قف بيني وبين {الحائط}". فقام الربيع بينه وبين الجدار، {فرأى} البيتين كما كان يراهما قبل وقوف الربيع، فعلم أنه قد نعيت إليه نفسه. فقال: "يا ربيع، إقرأ آية من كتاب الله". فقرأ: ««وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون»». فرحل من المنزل، وقد تطير، فسقط عن دابته فاندق عنقه _وقيل: بل مات من مرضه. ودفن {ببئر} ميمون.
Bogga 260