ومن بديع ما يحكي عنه أنه لما حج وأشرف على المدينة النبوية ترجل الناس له لما استقبلوه إلا محمد بن عمران -قاضي المدينة. فقال المنصور: "يا ربيع، ما له لا يترجل لي؟ يتجالد علي ويمتنع مما فعله بنو عبد المطلب وبنو علي، فلم ينزل إلى الأرض لما بصر بي؟" فقال الربيع: "{يا أمير} المؤمنين، لو رأيته على الأرض، لرحمته ورثيت له من ثقله وعظمه". فأمره بالدنو، فدنا منه راكبا عند تمهيد الربيع له العذر، فسأله عن حاله، ثم قال: "{يا ابن} عمران، أيما رجل أنت؟ لولا خصال فيك ثلاث كنت أنت الرجل". قال: "وما هن، {يا أمير} المؤمنين؟" قال: "قعودك عن الصلاة في مسجد رسول الله - صلى الله عليه وسلم- في جماعة، فتصلى وحدك. وثانية أنك لا تكلم إنسانا في الطريق تيها وعظمة. وثالثة أنك رجل
Bogga 262