الموشح قد فتح أمام الشعر العربي آفاقًا جديدة، وحرره من قيوده التقليدية، ولهذا يلاقي اليوم من النقاد والشعراء اهتمامًا خاصًّا.
وقد كان عملنا في تحقيق هذا الكتاب أن كنا نقابل بين النسختين المخطوطتين ونثبت ما هو أصح رواية، ونشير في ذيل الصفحات إلى اختلاف الروايات، وكنا في بعض الأحيان نثبت الرواية الخاطئة في الذيل، إذا بدا لنا ذلك مفيدًا مشيرين إلى التصحيح الذي أوردناه في النص الأصلي.
وقد أهملنا ذكر الأخطاء الواضحة في ذيل الصفحات، كالأخطاء التي يرتكبها ناسخ مخطوط ليدن ويكررها؛ فهو لا يفرق بين الألف المقصورة والياء، كما لا يفرق بين واو العلة في آخر الفعل، وبين واو الضمير؛ فكان يلحق دائمًا ألفًا بعد كل فعل معتل الآخر بالواو، إن هذه الأخطاء وأشباهها لم نشر إليها.
وقد أضفنا في نهاية الكتاب معجمًا صغيرًا وبسيطًا بشرح لغويًّا الكلمات التي يصعب فهمها على المبتدئين، كما ألحقنا به ترجمة مختصرة للأعلام الشهيرة التي وردت في الكتاب.
وإننا لا نخفي، رغم الجهد الذي بذلناه، أن عملنا ليس تامًّا، وقد يعثر فيه على بعض الهنات، وهذا أمر قد لا ينجو منه إنسان ولا سيما إذا علم القارئ الكريم أننا هيأنا طبع هذا النص في ظروف الحرب الأخيرة القاسية. لهذا نرجو أن تكون الطبعات المقبلة أكثر تمامًا وإتقانًا ودقة، والعصمة لله وحده.
ولا يمكنني، في النهاية، إلا أن أتقدم بعظيم شكري إلى جميع أستاتذتي في جامعة باريس، الذين قدموا إلي المساعدات القيمة ورعوني
1 / 21