42

Dacwa Lil Falsafa

دعوة للفلسفة: كتاب مفقود لأرسطو

Noocyada

179

ونوع من الحكمة، أو بأنها فضيلة «أخلاقية»، أو أعظم قدر ممكن من الفرح، أو بأنها تعني كل هذه الأمور مجتمعة. (ب95) إذا كانت السعادة هي القدرة على التفكير فمن الواضح أن الحياة السعيدة ستكون من نصيب الفلاسفة وحدهم، وإذا كانت هي فضيلة النفس أو هي الحياة الغنية بالفرح، فستكون أيضا من نصيب هؤلاء، سواء اقتصرت عليهم وحدهم أو كانوا أحق بها من الجميع، لكن الفضيلة هي المسيطرة على دخيلتنا،

180

وإذا شئنا أن نقارن شيئا بغيره كانت ملكة التفكير هي أقدر «الأشياء جميعا» على بعث الفرح والسرور، وحتى لو زعم أحد أن كل هذه الأمور تجلب السعادة (في الحياة)، لوجب تعريفها (أي السعادة) بأنها هي القدرة على التفكير؛

181 (ب96) لهذا يجب التفلسف على كل القادرين عليه؛ لأنه إما أن يكون هو الحياة الكاملة نفسها، أو هو - إن شئنا أن نذكر حالة واحدة - أنجح الوسائل التي تقود النفس إليها.

182 (ب97) لعل من المناسب الآن أن نسلط الضوء على موضوعنا بذكر بعض الآراء المعترف بها بوجه عام. (ب98) من الأمور الواضحة للجميع أنه ما من إنسان يمكن أن يختار حياة قد تكون مزودة بأعظم قدر من الثروة والغنى، بينما يكون هو نفسه محروما من القدرة على التفكير ومصابا بالجنون، وهو لن يقدم أيضا على ذلك لو أتيح له أن يتمتع بأروع اللذات في الوقت الذي يعيش فيه كما يعيش بعض المجانين، ولا مراء في أن الناس تفر من البلاهة

183

أكثر مما تفر من أي شيء آخر، ويبدو أن البلاهة مضادة للقدرة على التفكير، والمرء يتجنب أحد هذين الضدين ويختار الآخر؛ (ب99) ذلك أننا حين نتحاشى المرض فإنما نفعل ذلك لأننا نؤثر عليه الصحة، وعلى أساس هذه الحجة يبدو أيضا أن القدرة على التفكير هي أقدر الأشياء جميعا بالاختيار، «مع العلم بأن هذا الاختيار» لا يرجع في الواقع إلى أي نتيجة مترتبة عليها،

184 (وهذا أمر تؤيده شهادة الرأي العام)،

185

Bog aan la aqoon