الحمام، فقال: لا حاجة لي فيه، وقيماز يقول: لابد لك منه، فحمله كرهًا وهو يقول: بلى ينفعك، فأدخله الحمام وأغلق عليه الباب، وقطع عنه الماء البارد، فمات يوم السبت ثامن ربيع الآخر ودفن بالدار.
وفي تاريخ المؤيد (^١): ولما مرض واشتد مرضه، كان قد خاف منه أستاداره عضد [الدين] (^٢) أبو الفرج ابن رئيس الرؤساء، وقطب الدين قيماز المقتفوي، وهو حينئذ أكبر أمراء بغداد، فاتفقا مع الطبيب على أن يصف له ما يهلكه، فوصف له دخول الحمام، فامتنع منه لضعفه فأدخلوه، وغلقوا عليه الباب، فمات.
الخامس في أشياء تتعلق به:
ولما مات المستنجد كان عمره ثمانيًا وأربعين سنة، وكانت مدة خلافته إحدى عشرة سنة وشهرًا. قاله في تاريخ ابن كثير (^٣). وفي تاريخ بيبرس: وكان عمره ستًا وخمسين سنة، وخلافته إحدى عشرة سنة وشهرًا وسبعة أيام.
وفي المرآة (^٤): وقد بلغ من العمر [ثمانيًا] (^٥) وأربعين سنة، وكانت خلافته إحدى عشرة سنة وشهرًا، وعمل العزاء ثمانية أيام.
وقال ابن الجوزي (^٦): وتكلمت فيه وخلع على. وقال: وحضرت الصلاة عليه يوم الأحد قبل الظهر في التاج (^٧)، ودفن في الدار، أعني دار الخلافة، ثم نقل إلى الترب بالرصافة.
_________
(^١) أبو الفدا: المختصر في أخبار البشر، ج ٣، ص ٤٩ حيث ينقل عنه العيني بتصرف.
(^٢) "الدولة" في نسختى المخطوطة أ، ب، والمثبت بين الحاصرتين مما سيأتي ص ٥٨. وهو عضد الدين أبو الفرج محمد بن عبد الله بن هبة الله بن المظفر بن رئيس الرؤساء، المعروف بابن المسلمة. انظر: وفيات الأعيان، ج ٦، ص ٢٤١ في ترجمة الوزير ابن هبيرة؛ الكامل، ج ١٠، ص ٢٩.
(^٣) انظر: البداية والنهاية: ج ١٢، ص ٢٨١.
(^٤) انظر: مرآة الزمان، ج ٨، ص ١٧٨.
(^٥) "ثمانية" في الأصل والصحيح ما أثبتناه.
(^٦) انظر: المنتظم، ج ١٨، ص ١٩١ حيث ينقل عنه العيني بتصرف.
(^٧) التاج: دار مشهورة جليلة ببغداد، من دور الخلافة. كان أول من وضع أساسه وسماه بهذه التسمية أمير المؤمنين المعتضد، وأتمه ابنه المكتفي. ياقوت، معجم البلدان، ج ١، ص ٨٠٦.
1 / 54