وفي تاريخ ابن العميد (^١): مدة خلافته إحدى عشرة سنة وسبعة وعشرون يومًا، أولها يوم الأحد، وآخرها يوم الخميس، لتتمة خمسمائة وخمس وستين سنة وثمانية وثمانين يومًا للهجرة، ولتمام ستة آلاف سنة وستمائة و[اثنتين] (^٢) وستين سنة، ومائة وأربعة أيام للعالم شمسية.
ذكر خلافة المستضيء بأمر الله (^٣)
هو أبو محمد الحسن بن يوسف المستنجد بن المقتفي، وهو الثالث والثلاثون من خلفاء بني العباس، بويع له بالخلافة يوم مات أبوه، وجلس بكرة الأحد تاسع ربيع الآخر، وبايعه الناس. ولم يل الخلافة أحد اسمه الحسن بعد الحسن بن على بن أبي طالب ﵃ غير هذا، ووافقه في الكنية أيضًا، وخلع على الناس يومئذ أكثر من ألف خلعة. وكان يومًا مشهودًا.
ولما بويع أظهر العدل والإحسان، وأمر بإطلاق المسجونين، وكانوا نحوًا من سبعمائة، أكثرهم بغير جرم، فأطلقوا. وسار سيرة حسنة، ورد المظالم، وفرق مالًا جزيلًا على الشرفاء والفقهاء والقراء وذوي الأقدار، وأمر بإسقاط الضرائب والمكوس التي كانت أحدثت، وإسقاط الخراج المجدد على الناس، وأمر بإعادة أملاك مغصوبة على (^٤) أربابها، وعاد إلى البلاد كثير ممن كان نأى عنها وبَعُدَ منها. ويوم مبايعته قتل الوزير شرف الدين أبو جعفر أحمد بن البلدي، أعان على قتله أبو الفرج أستاذ الدار، وقتل الوزير يحيى بن محمد بن هبيرة (^٥)، ووزر أبو الفرج أستاذ الدار للمستضيء من يومه ذلك.
_________
(^١) الجزء الخاص بهذه الفترة لم يقع بين أيدينا ويبدو أنه مفقود.
(^٢) "اثنين" كذا في نسخته المخطوطة أ، ب. والمثبت هو الصحيح.
(^٣) انظر: الكامل، ج ١٠، ص ٢٩؛ البداية والنهاية، ج ١٢، ص ٢٨١؛ تاريخ الخلفاء، ص ٤٤٤ - ٤٤٨.
(^٤) "إلى" في نسخة ب.
(^٥) يحيى بن محمد بن هبيرة، أبو المظفر عون الدين. من كبار وزراء الدولة العباسية. وزر للمقتفي ثم لابنه المستنجد ومات في جمادى الأولى سنة ٥٦٠ هـ/ ١١٦٠ م، قبل أن طبيبه سقاه سمًا ودفن في مدرسته بباب البصرة. أجمعت المصادر كلها على سنة وفاته وهي سنة ٥٦٠ هـ/ ١١٦٥ م، وانفرد العيني بذكر وفاته في سنة ٥٦٦ هـ/ ١١٧٠ م يوم مبايعة المستضيء، انظر: المنتظم، ج ١٨، ص ١٦٦؛ وفيات الأعيان، ج ٦، ص ٢٣٠ - ٢٤٤؛ الخريدة، قسم شعراء الشام، ج ٢، ص ٣٦٦؛ البداية والنهاية، ج ١٢ ص ٢٥٠ - ٢٥١.
1 / 55