2
لمؤلفه ونترنجهام الذي كان محررا لمجلة الجيش والبحرية بالولايات المتحدة: «إن سرعة الحركات وقوة الإصابة وتدبير الوقاية هي الآن - كما كانت في كل زمان - بعض مفاتيح النصر التي لا شك فيها، فإذا كسبت المعارك أحيانا بالمفاجأة أو التركيز في الموضع الحاسم وفي الوقت اللازم أو المناورة البارعة، فهذه المزايا إنما تستمد مباشرة من التفوق في سرعة الحركة أو في قوة الإصابة أو في تدبير الوقاية.»
وخالد بن الوليد لم يقسم فن التعبئة هذا التقسيم حين علم أنه يضمن سرعة الحركة باقتحام الصحراء المخيفة، ويضمن المفاجأة بهذا الاقتحام، ولا يزال واثقا بالوقاية حيثما حارب وظهره إلى الصحراء أو حيثما تقدم وراء جيش مهزوم لا يتماسك له قوام. •••
ووضع الخبير الحربي المشهور ليدل هارت
3
كتابا مستقلا عن فن سوق الجيوش على طريق التورية لخصه في قوله: «إن التحرك في الوجهة المتوقعة يحفظ توازن العدو ويزيد بتثبيت هذا التوازن قدرته على المقاومة، وفي الحرب. كما في المصارعة - إنما يتأتى لك أن تغلب الخصم دون أن تزحزح قدمه وتخل توازنه باستنفاد قوتك أنت استنفادا لا يناسب الجهد الذي يلقاه خصمك، ولن يتاح النصر بهذه الوسيلة إلا بفضل الرجحان الكبير في قوتك على نحو من الأنحاء، وقد يضعف الحسم في النتيجة مع ذاك ... وعلى نقيض هذا، ينبئنا التاريخ العسكري في جميع العصور لا في عصر واحد، وفي جميع الحروب الحاسمة على التقريب، أن الإخلال بتوازن العدو نفسيا وماديا هو المقدمة التي لا محيص عنها للقضاء عليه» ...
وهذا الإخلال بالتوازن هو الغاية التي كان يتوخاها ابن الوليد، إما بالهجوم من جهتين أو ثلاث جهات، وإما بالمفاجأة التي لا تتوقع بحال من الأحوال، وإما بالكمين الذي يدخل اليأس على العدو في ساعة بالتطويق من حيث لا ينتظر التطويق.
وكل أولئك مفهوم جد الفهم أن يزلزل الأقدام ويخل التوازن، وكل ما يزلزل أقدام الإنسان في الحرب أو السلم فهو كذلك مفهوم جد الفهم من أقدم الزمان، ولكن القدرة حق القدرة هي معرفة الوقت، ومعرفة الوسيلة، ومعرفة التنفيذ متى عرف الوقت وعرفت الوسيلة، وبهذا دون غيره تتجلى «معرفة» القواد الملهمين ...
وقال خبير حربي آخر هو آرثر برني
4
Bog aan la aqoon