لا يصلح اجتهاد المرء وكده في تحصيل شيء إذا لم تكن له عقيدة راسخة وغاية حسنة يقصدها إن مثل المهمل في أعماله كمثل الأعمى الذي يسير على طريق يجهلها وأمامه بئر عميق فكلما جد في السير قرب هلاكه.
احتمال الضيم يقتل النفوس ويفسد الأخلاق ويصير العبد حرا والكريم لئيما.
رب وقت فاض فيه سيل الفكر فسبق جري الأنامل وأغرق القلم وعم سهل القرطاس وزمن يعالج فيه علاج الصبي للكلام والبخيل للجود فلا يسمح ولوبقطرة واحدة.
مسكين أنت أيها الإنسان الضعيف إنك في هذا العالم المحفوف بأصناف المكدرات كسفينة بلا شراع في لجة محيط ثائر تتلاعب بها الأمواج المتلاطمة فتارة تغوص وطورا تظهر وآونة يضرب بها عرض الصخور حتى إذا ساعدتها المقادير رمتها موجة إلى شاطئ من شواطئه وألواحها متفرقة شذر مذر.
الخوف ضباب كثيف يستولي على العقل الضعيف فيكفر كل ما كانت تنير شمس الحقيقة.
لا معنى للاتحاد مع الضلال.
الخذلان والبلاهة والغرور والطيش وضعف النفس كلها مخيمة تحت طرابيش المتفرنجين.
إن الغموضة في الكلام دليل على عي وفهاهة صاحبه.
{ نفحات وشعور }
ما أظلم الغبراء في عيني حينما أشاهد البائس التعس يبكي وينتحب ولا يرحمه إنسان ولوبكلمة حقيرة يرثي بها حاله أوعبرة حارة يخفف بها بعض أحزانه.وعندما أرى الغني الميت يتمتع في أمواله ولا ينغص نعيمه أحد ولوبنظرة حادة صامتة يخزيه بها ويلعنه لعنا كبيرا.صبرا أيها البائس المسكين فعين الله لا تنام والدهر لا يدوم على حال ومهلا أيها الغني البخيل فربك لا تخفى عنه خافية وأنه عزيز ذوانتقام.
أحب الانزواء والعزلة عن البشر-ذي الرأس السوداء-لأنني أشعر بلذة رائحة النفس في خلواتي وهناك أجمع ماتشتت من حظي ولكنني مع ذلك أخاف ماذا يكون مصير العالم إذا الناس جميعها تركت العلم وأوت إلى مغاويرها كما تأوي الطيور إلى أوكارها.
Bogga 72