بسم الله الرحمن الرحيم
مقدمة
الحمد لله الكبير المتعال والصلاة والسلام على رسوله المبعوث لإتمام مكارم الخصال وعلى آله وصحبه الذين حببوا للناس الفضيلة والهمة وبذروا في النفوس "بذور الحياة" الحقة.
وبعد فإن للأمم أطوارا وأحوالا فتارة تشرق شمس عزها ومجدها ويبتسم ثغر السعادة في وجهها،فتتيه في السماء عظمة وجلالا،وتناجي النجوم أنفة واستكبارا .
وطورا يلتوي عليها الدهر الغادر فيعضها بأنياب الشقاء القاسية فيتركها عبرة للمعتبرين وأثرا بعد عين .
تلك سنة الله في عباده ولن تجد لسنة الله تبديلا.
إن الأمة الإسلامية التي ازدهرت مدنيتها واتسع ملكها وعلا سلطانها في الخافقين قد جرت عليها تلك السنة العامة - رغم إرادتها- فأتى عليها فترة من الدهر ليست بالقصيرة عانت فيها من أنواع الخطوب والأهوال والتذلل والاستعباد ما يعاني المغلوب على أمره والضعيف مع القوي الجبار، عانت أمورا تشيب لها النواصي وتذوب لهولها الرواسي،ضيعت كل مجد،وتنازلت عن كل عظمة وإلى الآن لازالت هائمة في طيشها وغرورها لأنها تعودت الخنوع والاستسلام حتى تخدرت أعصابها فلم تعد تشعر بآلامها ومكان دائها شأن المريض المشرف على الهلاك فإن تخبطه وأنينه ينقلبان سكونا عميقا ورضاء بما هوعليه.
Bogga 1
لسقوط الإسلام عوامل كثيرة وأسباب متشعبة أهمها:التجرد عن الدين والأخلاق والاسترسال مع الجهل والشقاق.فإنه انتشرت البدع والخرافات والتفرنج ونبتت أشواك الشقاق والنفاق التي زرعتها أيدي الجهل وزيد في الدين ونقص منه حسب الأهواء والأغراض سلط الله على المسلمين من لا يرحمهم ولا يراعي فيهم إلا ولا ذمة لأن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم وأن الله لا يظلم الناس شيئا ولكن الناس أنفسهم يظلمون.
فقد كان الدين الإسلامي في أول نشأته عزيزا محترما في النفوس يرى بعين الكمال والتبجيل لا يتجاسر أحد على هتك حرماته لأنه كان منيع الحمى قويا برجاله العظام ولأنه جاء موافقا لطبيعة البشر ونواميس الكون يصلح لكل زمان وفي كل مكان لا يأمر إلا بما يحسن ولا إلا عما يخبث ويشين،بعيد عن الغلظة والشدة والتنطع صافي الأديم لم يكن حجر عثرة في سبيل الحياة والنهوض وآمال الإنسان الصالحة بل كان عونا كبيرا وسلما للرقي والتجدد النافع فهويقول بكل صراحة : الدنيا مطية الآخرة "لايكلف الله نفسا الا
وسعها "يسروا وبشروا ولا تنفروا "ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة" إلخ،هذا هودستور الإسلام مجملا وهته هي شريعة محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم وهذا هوالحق المبين وما بعد الحق للمرء من سبيل .
ولكن ماذا فعلنا نحن من بعد ما تبين أنه الحق من ربنا فهل حذونا حذوالأوائل ونسجنا على منوالهم أم غيرنا فغير الله بنا فكنا من القوم الخاسرين .
Bogga 2
نعم إن العلماء المنتمين إلى الدين عوض أن يربوا النفوس الجموحة ويغرسوا فيها محبة الدين القويم والفضائل والكمالات والعمل بها فقد بدلوا وغيروا فيما تلقوه عمن سبقهم وحكموا أهواءهم وشهواتهم ولم يقوموا بواجبهم المنوط بعهدتهم نحوالأمة المعذبة من الدعاية والإرشاد والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والنصح الخالص لله وفي الله فطعنوا الدين في صميم فؤاده بخنجر الجمود والتحذلق والتنطع فصاروا عالة على المجتمع ورمزا على الركود والاستكانة واليأس فملتهم الناس واسثقلتهم فظنوا أن الدين هوما يصفونه بألسنتهم فنبذوه نبذ النواة وألقوا به عرض الحائط واتبعوا السبل فحق العذاب على الجميع وأتى أمر لا مرد له فأصبحنا بعد عزنا وأنفتنا أذلاء في ديارنا غرباء في أوطاننا نئن ونبكي ولا راحم هناك ونستغيث ولا مغيث وهكذا أراد الله بالأمة الإسلامية الشقاء والتعاسة .
وللملوك أيضا وذوي النفوذ والسيطرة أياد أثيمة في انهيار مجد الإسلام الضخم وعظمته الهائلة فإن الجناة المستبدين استبدلوا آخرتهم بدنياهم ورضوا بالخلاعة والتلذذ بأنواع الملاهي والفجور حتى نسوا واجبهم الذي خلقوا لأجله فأسندوا حقوقهم إلى رعاة ذوي مطامع وغايات فاسدة فأهلكوا الحرث والنسل وجعلوا النفوس الحرة جسرا لأغراض دنيئة يريدونها،فكأنهم رأوا أن سعادتهم لا تتم إلا بشقاء الأمة المنكوبة وخرابها،وكأنهم ملوا حياة العز والاستقلال فتمنوا أن يكونوا عبيدا أذلاء يساقون كالأنعام إلى حيث البوار والدمار.
Bogga 3
أما نتيجة ذلك فإن النفوس ضعفت عن حمل عبء المجد وتمردت على العلم والحياة الحقة وانفصلت منهن انفصالا كليا واستقلت عنهن استقلالا تاما وانفردت بنفسها فسطا عليها ذئب الراحة والخلاعة والمجون والجبن فاستعبدها فتنازلت عن كل مكرمة وسقطت من عليائها وانسلت الغيرة من القلوب كما تنسل الشعرة من العجين فبقي الجو صاف للرذيلة والجهل فعششا وفرخا وتم لهما ما يريدان وما يريده الهوى والشيطان . فحق حينئذ على غراب الخراب أن ينعق فوق ربوع كانت جنة الدنيا وفردوسها الجميل فأصبحت واحسرتاه بلقعا يبابا. فويل للفضيلة من الجهل وويل للشرف من الرذيلة.
إني لتعروني هزة وينفطر قلبي وينشق كبدي وأغيب عن رشدي وأحس بألم شديد يدب بين جوانبي دبيب الموت في الحياة كلما خلوت بنفسي ونظرت إلى حالتنا الحاضرة وتفكرت فيما سنصير إليه إن نحن دمنا في هته السيرة البطيئة المخجلة وكلما قارنت بيننا وبين أجدادنا الفاتحين النبلاء وتأملت في أعمالهم الذهبية التي خلدت مجدا عاطرا في بطون التواريخ وما آل إليه أمرنا من ذل ومسكنة . وكلما أرسلت طرفي إلى شبابنا وكهولنا وشيوخنا فرجعت خائبا من كل أمل ورجاء لما تشاهد من عدم الشعور بالنقص والألم والاسترسال مع الغي والموت الحقيقي.وكلما رأيت تخاذلنا وتفرقنا وأكل وجوه بعضنا بعضا كالوحوش الضارية وانشقاق عصا وحدتنا وقوميتنا فلا رئيس ولا مرؤوس ولا آمر ولا مأمور كأن لا صلة تجمعنا ولا دين يقودنا أتحسر كثيرا لهته الذكريات المؤلمة فأتمنى أن لوكنت نسيا منسيا لا علي ولا لي أسبح في محيط اللانهاية حيث تجد النفس لذتها وراحتها الأبدية فلا يزعجها مزعج ولا يؤلمها مؤلم .
Bogga 4
وفي الحقيقة أن تلك المصائب التي داهمتنا كسيل جارف لم تحل بيني وبين ما أريده لوطني العزيز ولم تطف شعلة عزيمتي ولم تثبط همتي بل ما زادتني إلا ثباتا وإقداما وشعورا بعظمة المسؤولية التي ألقاها الواجب على كاهلي.نعم كانت الباعث الأكبر والسبب الوحيد في إشهار قلم ناري قدر له أن يكبو وهو لازال في شبابه غضا وقدر له بفضل الإرادة أن يقوم ويجدد الكرة بعزيمة فولاذية لا تكل مرة أخرى فها هو اليوم بعدما أفللته بعض التجارب قد شحذته الثقة والعزيمة والثبات صار ينادي بكل صراحة غير هياب ولا وجل لعل الأمة المعذبة بل الشهيدة تجيبه إن كان فيها رمق من الحياة يصلح للنهوض وهولا محالة سيسر أقواما ويسوء آخرين على أني لم أحركه لأكدر به صفوأحد ولكن هكذا أراد القدر وهكذا شاءت القلوب المريضة أن تضيق نفسها بنفسها وفضاء الله واسع ولست من الذين يكتبون للتسلية والترويح عن النفس ولا من الذين يتلذذون بالعبارات المنمقة الرقيقة ولكني أكتب لأفيد وأستفيد، أكتب لا ليقال إنه كتب بل ليقول لي ضميري:"إنك قمت بواجبك وأديت ما عليك فكن مطمئنا" ثم بعد هذا لا أرجو جزاء من مخلوق ولا أخاف عقابا إذ الله وحده يرجى ويرهب ويطلب منه العفو والثواب.
في كتابي هذا توجد كلمات اجتماعية نقدية أدبية تاريخية قومية حكمية إرشادية دينية أخلاقية إلخ إلخ إلا السياسة فإني لم أطرقها لعدم حاجتنا إليها وتعطشنا إلى ما هو أهم وأكيد لنهوضنا وحياة بلادنا العزيزة.إن السياسة لتضر بالأمم في أول نشأتها خصوصا إذا كان الجل من أبنائها لا يفرقون بين الحسن والقبيح ويسبحون في بحور من الجهل الأسود.
Bogga 5
فيا أيها القارئ الكريم واللئيم معا إني أضع هذا الكتاب بين يديك جازما بأن سيكون له أثر وصدى في أعماق نفسك نعم سيشغل قسما من فكرك وجزءا من وقتك ومكانا في طاولتك ولكني لست أدري ولا المنجم يدري ماذا يكون حظه ونصيبه منك.أهل تقابله بالحفاوة والتبجيل؟ أم بالازدراء والاحتقار؟ ولكني ألتمس منك قبل أن تنفذ حكمك الصارم أن تعلم أنه لم يصل إلى يدك إلا بعد أن مر على كل شعبة من شعاب مخ أضناه التفكير وأحرقها وجف ماؤها. نعم لم تره عينك إلا بعد أن سهرت عليه عين قلبك كادت ترمد.ولم تفتحه بأناملك إلا بعد أن فتح الدهر القاسي أمام صاحبه أبوابا عريضة من الشقاء والتعاسة ولم تقرأ فيه سطرا إلا بعد أن قرأ في سبيل وضعه سطورا سوداء من التعب والآلام.وعلى كل حال فنحن الآن متفقون -فيما أظن-بأن فيه شيئا من العمل والسعي والصبر.فما علي بعد هذا إلا أن أقول أن عملي لله وحده وإني لا أطلب في مقابل ذلك جزاء ولا شكورا.
وادي ميزاب الجزائر رمضان حمود بن سليمان
بذور الحياة
بقلم
* رمضان حمود بن سليمان *
خواطر وسوانح وأفكار
*
كلمات مرسلة في جميع شؤون الحياة
{ الدين }
- الدين ناموس العمران وأب الفضائل والكلمة الجامعة لقوانين البشر.
- لا نقدر أن نسير بدون دين لأنه هو المحرك الوحيد للقيام بجميع الواجبات.
- إن للدين قوة معنوية تكهرب المرء وتبعث فيه روح الأمل والإقدام على الدواهي وعدم الخوف من أي قوة كانت.
- لا يشعر بحلاوة الدين وعذوبته إلا من أدى شعائره قياما بالواجب لا رغبا ولا رهبا.
- محال أن يتمسك بالدين من يراه مخالفا لنواميس الطبيعة ومضادا للعقل والفطرة السليمة لأن الإنسان جبل على حب الحياة والتمسك بأذيال العقل فإذا قام حاجز بينه وبين مراده سعى في هدمه بكل قواه غير هياب ولا وجل.
Bogga 6
- الإسلام دين الإنسانية جمعاء لأنه يقول لا أكلف أحدا إلا بما يقدر ولا آمر إلا بما يستطاع والنفس التي لا تكلف بما فوق طاقتها تكون سلسة الانقياد للأخذ بزمامها.
- من المسلم أن البشر في رقي مطرد من منذ ابتداء الخليقة إلى زمننا وإلى ما بعد وإن إنسان اليوم غير الذي كان ينحت من الجبال كهوفا ولهذا صح أن نقول أن دين الإسلام الذي جاء آخر الأديان هو أفضلها وأرقاها وأوسعها وأعمها لأنه دين الآخرين وغيره دين الأولين.
- لو ألغي الدين من صحيفة الوجود وعوض بالقوانين الوضعية لبات العقل ضربة قاضية على الكائن الضعيف لأن الدين والعقل ككفتي ميزان والكون بينهما إبرة لطيفة تعتدل إذا استوتا وتسقط إذا اختلت إحداهما عن مكانها التي وضعت فيه.
- إن شرور العالم كلها ناشئة عن مخالفة القوانين الإلهية واتباع النفس والهوى.
- إن سبب الإلحاد هو استثقال الدين توهما إذ لو أمعن الملحد النظر في تمرده لوجده أثقل على ضميره من الكرة الأرضية .
- إن بني إسرائيل الذين عبدوا العجل أدركوا أن الإنسان لا يمكن بحال أن يبقى بلا دين ولو فترة من الزمان.
- لا القوانين الزجرية ولا السجون الضيقة يردعان المجرم عن اقتراف الموبقات إذا لم تكن له عقيدة داخلية ترهبه ودين صحيح يؤدبه.
- ما رأينا وما سمعنا أن في التاريخ أمة عاشت بلا دين يعتقد ولا إله يعبد إلا أوروبا فهي تزعم أنها قادرة على تسير نفسها بنفسها ولا تفتقر إلى شريعة سماوية ولكن لم يفتنا أن نفهم والتبشير يزعج راحتنا أن الاستعمار والحاجة اقتضيا أن تنتمي إلى الإلحاد لتجد الأبواب مفتوحة أمامها.
- لو كان الدين حلة تلبس لما كفى صابون العالم لغسل ما لصق به من الأدران والخرافات الباطلة.
- محال أن يقضى علينا وكتاب الله بين أيدينا.
- الدين ينهاكم عن اتباع النفس ولكنه لا يأمركم بقتلها وزجها في هاوية الجمود واليأس.
- ما قتل الإسلام إلا المسلمون وما دفن الدين إلا الجامدون .
Bogga 7
- ليس الدين معناه الموت كما يظنون ولكنه هوالحياة بعينها.
- الإسلام والفضيلة اسمان مترادفان كلاهما غريب في زماننا.
- لولم يكن للدين فائدة إلا أنه يردع المجرم عن اقتراف الموبقات لكفاه لزوما للبشر خصوصا في القرن العشرين قرن المادة الصرفة.
- المسلمون اليوم يحبون الاتحاد ويسعون للحصول عليه بما عز وهان غير أن الجل من علمائهم الدينيين لا زالوا واخجلتاه يعتقدون أن الدين معناه التكفير والتضليل والتفريق وكل ما يحدث به صدع النفوس وتعذيب الأرواح وجرح الضمائر.
- إن حالة المسلمين سيئة وسيئة جدا لأنهم تمسكوا تمسكا غريبا بلفظة الدين أو الإسلام وهم أبعد الناس عن تعاليمه ومبادئه العالية فيما أرى.
- التعصب المذهبي هوالذي قضى على الإسلام قضاء مبرما.
- بالله أيها المسلمون لا تجعلوا دينكم مسرحا تمثلون فيه أبشع المناظر وأفظع الروايات فقد كدتم أن تجعلوه بأعمالكم الشنيعة مصرعا للفضيلة ومجزرة للشرف وسجنا للإنسانية.
{ الأخلاق }
- سقوط الشرق وفلول حسامه وصمة عار لا يمحوهما من صحيفت تاريخه إلا بالأخلاق.
- الأخلاق هي القوة الوحيدة التي نطارد بها الدهر الجبار.
- كل مشروع أسس على غير الأخلاق فمحال أن يتقدم خطوة واحدة إلى الأمام ومحال أن يدوم.
- العلم وحده سيف يقطع حامله إذا لم يكن له غمد من الأخلاق.
- الأخلاق سلاح الضعيف ومفتاح سجنه.
- إذا قيل هذا شعب لا حظ له من الحياة معناه لا خلاق له.
- الشرق في حالة تستذرف الدموع وتقرح الكبد فإن بقي له سهم في كنانة الأمل والحياة فهوالأخلاق لا غير.
- ما أمهر أوروبا في إفساد أخلاقنا ومحاربة قوميتنا وما أضعف نفوسنا إذا وقفنا أمامها وقفة العاجز المستسلم ولم نعلمها كيف يكون التمسك بهما ومقاومة صدمتها.
- يجب أن نبذل مجهودات كبيرة في فتح شبابنا الجديد الذي علقنا عليه آمالا جساما ليكون لنا وبجانبنا فكان وياللسقوط والدناءة- علينا وضدنا بأخلاقه المخربة.
Bogga 8
- إذا عدمنا الأخلاق الإسلامية والتربية الصحيحة فمن الظلم أن نلوم غيرنا إذا دعانا إلى أخلاقه وعوائده وساقنا كالأنعام إلى مجزرة أحلامه وأمانيه.
- في سنين قليلة أفسد الغربيون للشرقيين ما لا يصلح في قرون عديدة..نعم أفسدوا عليهم أخلاقهم ودينهم.
- الأخلاق الأخلاق أيها المسلم الضعيف فهي حصنك الحصين الذي تلتجئ إليه البقية الباقية التي ورثتها عن آبائك الكرام فبدونها تضمحل وتموت.
- الأخلاق هي المادة الأولية لتكوين الشعوب.
- هناك بعض الناس يظنون أن الأخلاق منحصرة في الجلوس والقيام والأكل والرقاد والتحية والنطق ويستغنون بالمظاهر الخارجية عن البواطن.
- الأخلاق أن تكون أبيا وطيبا غيورا عاملا لرفع الإنسانية من الحضيض محبا للفضيلة والشرف.
- الأخلاق أن لا تبغض الحق وأن تعامل من حولك بما لا يوبخك به ضميرك وأن تقوم بواجبك نحو الله ونفسك ووطنك والناس.
- الأخلاق هي الوسيلة الرئيسة لبلوغ السعادة،والهناء سعادة النفس وهناء الضمير.
- الأخلاق غذاء الأرواح الطاهرة الزكية.
- الأخلاق هي التي تحفظ الأمم من الفناء وتسقيها بماء الخلود والبقاء.
Bogga 9
- ما هذا التساهل في الدين ما هذا الإلحاد المخوف ما هذا الاندماج في الغير أين الأخلاق التي تزعمون أنكم تلقيتموها عن أساتذتكم الأوروبيين القائلين أن لكل أمة أخلاقها وعوائدها ومحال أن تعيش بدونها.ما بالكم عميتم عن هته الحقيقة أيها الشبان المارقون وتزعمون أنكم فهمتم كل شيء وغيركم غاب عنه كل شيء.أتطمعون أن تبلغوا عظمة الغرب وجلاله وأنتم كالذباب لا يقع إلا على القاذورات.ألم يبلغكم بأنكم صرتم أضحوكة العالم المتمدن بالمخزيات التي تقترفونها تقليدا مع جهلكم بأساليب الحياة.فأنتم اليوم خليط من عدة عناصر متباينة عجيبة لم يحك لنا التاريخ أمثالكم في عصر من عصوره الغابرة . آه .. لا أقدر أن أقنعكم بشيء لأنكم لا تخجلون من اقتراف العار ولأن نفوسكم قد مسخت مسخا وأرواحكم الشرقية الطاهرة فارقت أجسادكم فاحتلتها أرواح سافلة متمردة تستمد قوتها من الرذيلة ووحيها من الشيطان ... ما أشقاكم وما أشقى وطنا أنتم أبناؤه..
- وويل لأبناء الغد المساكين من شبان الشرق الحاضر بل ويل للمستقبل كله من مؤامراتهم الفظيعة الموجهة ضد الأخلاق والفضيلة والواجب.
- ورود الأخلاق الفاضلة لا تفتح أكمامها إلا في بساتين الدين الصحيح .
- إن انحطاط أخلاق شبابنا مسبب عن سكوت العلماء وجبن الدعاة والكتاب ورضاء الحكومة.
- أرى الشرق في انحطاط مستمر بانحطاط عقلية أبنائه الفلتاء الذين لا خلاق لهم ولا دين.
- الأخلاق أن تحاكم نفسك أمام ضميرك وعقلك كلما سولت لك فعل شيء لا يليق.
- الأخلاق أن تزن أعمالك كلها بمسبار الخوف من السمعة غير الحسنة في جميع مواقف الحياة. ...
{ التربية والإرشاد }
- شجرة الصدق لا تنبت إلا في قلب يسقى بماء العفاف والنبل .
- أجمل ثوب يرتديه الإنسان حسن الخلق .
- الشر لا تهتم به إلا النفوس الدنيئة كما أن الشوك لا ينبت إلا في أرض خبيثة .
- المروءة أن لا تطرق باب الخبائث وأن لا تعدم في سوق الفضيلة.
Bogga 10
- التواضع لا يسكن إلا قلبا طاهرا خاليا من النقائص متنورا بأشعة الفضائل والكمال .
- من لم يصبر لإخوانه فليتحمل فشوأسراره .
- أهون خلق الله وأضعفهم من لم يقم بواجبه.
- الكسل مزرعة الآلام والأحزان.
- السكوت في غير محله ضعف وخور.
- كلما علا الغراب عن الأرض صغرت الأشياء في عينيه (¬1)
- إذا أردت أن يفهم كلامك ويعمل بمقتضاه فخاطب الناس باللغة التي يفهمونها وبما تتمنى يخاطبوك به لوكانوا مكانك وكنت مكانهم.
- قبل أن تتحدث اعلم أن الناس سيتحدثون عنك .
- هيهات أن تجد أنصارا وأعوانا بشراسة الأخلاق وعدم مراعاة إحساساتهم وعواطفهم.
- سمعة المرء مكتوبة بمداد عمله.
- الجاهل حي لا كالأحياء وميت لا كالأموات.
- البخيل من يعجز عن منفعة غيره ولو بلسانه.
- لا تقل إني ضعيف وغير قادر على القيام بالأعمال الجليلة ما دمت تسعى وما دمت ضنينا بأوقاتك الثمينة.
- البطالة سفينة تنقل العمر إلى محيط العدم إلى حيث الهلاك والبوار.
- المتهور أعمى بلا عصا يسعى لحتفه بظلفه.
- المسرف يلقى صفرا في آخر الحساب.
- حذار أن تفتح للئيم باب المزاح فيتسرب إلى غرفة عرضك وكرامتك .
- لا تفتح أبوابا تعجز عن وصدها.
- لا تعتقد أشياء يسوءك المجاهرة بها.
- من السفالة أن يحتقر المرء مواطنه ويزدري بهم لأنهم بسطاء لا يفهمون مقاصده ومراميه.
- من العقوق أن ينكر المرء أصله ولو كان خاملا ويفتخر بسواه ولو كان ماجدا كاملا.
- الكريم يسكت فيعطي ويعطي فيسكت.
- يجب أن أرى في نفسي من النقص والاختلال ما لا يراه عدوي الراصد لأصلح حالي وأقوم اعوجاجي قبل أن يلسعني بعقارب انتقامه وبغضه.
- الغضب لأمر تافه شرارة يقذفها بركان ضعيف النفس.
- من الجنون أن تصادم من هو أقوى منك ثم تصرخ بعد ذلك بالعويل والبكاء.
¬__________
(¬1) - معناه أن اللئيم كلما ازداد ارتقاء في العلم أوالمال نظر إلى من هودونه بعين النقص والازدراء.
Bogga 11
- من لم تدسه الأقدام ولم يعتبر بحوادث الأيام لن يبلغ المجد والمرام.
- لا يمكن أن يسود المرء مادام يسكر بخمرة المدح وتفتر عزيمته بحنظل الهجاء.
- لا تطلب ما لا تقدر عليه وما لا طمع فيه فتمت مكمودا أومجنونا.
- ليس الحق ما نتشدق به في كل ناد وما تصفه ألسنتنا إنما الحق ما كان نتيجة أعمالنا ومساعينا.
- الرجل ترفعه كلمة وتضعه أخرى فليزن الكلام قبل النطق فإن في اللفظة الواحدة حياته أوموته وعزه أوذله.
- من مكارم الأخلاق عدم الطعن في أذواق الخصوم والكف عن التبجح بما يكتمون.
- لا يتنزه القلب من الضغائن والأحقاد إلا إذا أفعم بالحب والإخلاص.
- لا تلصقوا بأنفسكم ذنوبا أنتم براء منها قصد التواضع والسلامة كما يقولون فإن ذلك دليل على سفالة النفس وقلة الهمة.
- التسامح أقرب طريق إلى الوفاق.
- أقرب ما يكون المرء إلى الدناءة والخزي عندما يذكر من لا يستحق الذكر.
- لا يعد وطنيا من لا يبكي لبكاء مواطنه ولا يفرح لفرحهم.
- يبكي المتقاعد عن واجبه على وطنه الشهيد ولكن الوطن لا يحتاج إلى بكائه فليبدل سيرة أجدى وأنفع .
- الحكيم لا يستغني عن مشورة خلانه في الرخاء لكي يجدهم على بصيرة من أمره في الشدة والحرج.
- المرء بهمته فإذا أردت أن تكون عظيما فارفع نفسك بهمتك إلى سماء العظماء ودعمها بالأعمال الجليلة والمساعي الخطيرة.
- احترام الناس بعضهم بعضا أكبر باعث للمحبة والوفاق.
- من هان عليه عرضه وماله ودمه فليجهل قدره.
- دخول المرء فيما لا يعنيه ظلم لنفسه التي بين جنبيه .
- قد يظن البعض أن كثرة الكلام واللغو دليلان على العلم والنباهة وأن الصمت والرزانة دليلان على الجهل والفهاهة.
- الشجاع من قال فصدق وأوعد فأنجز.
- الصبر لنوائب الدهر محمود ولكن الخضوع للذل والهوان دناءة وخسة.
Bogga 12
- إذا ضمك مجلس ودار الكلام بين الحاضرين كن أنت الأخير في الحديث حتى تجمع بين الأفكار والآراء فتعلم ما تشمئز منه النفوس وما تبتهج به فيكون كلامك بعد أقرب للصواب وأوقع في الألباب.
- الترف والمجون يحطمان ما تركت الأسلاف للأخلاف.
- الجبن في أعراض الأبرياء شجاعة ودين .
- ويل لشعب فسدت أخلاق شبيبته فهي الداء العضال والموت المحتم تخرب في أمد قصير ما لا يخربه العدو الداهم في قرون عديدة
- السعادة كل السعادة لأمة تهذبت أبناؤها وتغذت بلباب المعارف وأدركت ما لها وما عليها وعرفت كيف تسبح في لجة هته الحياة المتلاطمة الأمواج.
- اللؤم منبع الوقاحة،والوقاحة أساس كل رذيلة .
- الفضيلة لا تتغير وإن عبث بها يد الدهر.
- الحسد صارم بتار إذا جعلت قلبك غمده قطعك وإن أشهرته فضحك.
- عدم الاعتناء بالشيء يستلزم الحرمان منه.
- ذاكرة الصغير أشبه شيء بالمرآة الصقيلة ينعكس عليها كل ما مر أمامها فاختر أيها الأب ما تريد إن شئت مثلت أمامها صورة أسد وإن أحببت خيال قرد .
- الترف والخلاعة عاملان لسقوط الأمم وخرابها .
- الكسل يأكل العمر أكلا فلا يفيق الكسلان من سباته العميق إلا وأسد الأجل الراصد في باب حياته يترقب افتراسه فيبكي ما شاء الله ولات حين مندم.
- لا تهمل حياتك سدى ولا تظن أن العمر بضاعة تباع وتشترى كلا ولا تلعب بشبابك الثمين فيلعب الزمان بك في شيخوختك.
- لا تعول في رفع قدرك ومكانك على ثوب النسب فإنه شفاف لا يستر ما تحته من الخبث والدناءة.
- من الدناءة وسوء الأخلاق أن تحتقر من يحترمك ظنا منك أنه محتاج إليك فهولا يقدر أن يعيش بدونك.
- ماذا يفيدك علمك إذا لم ينحن ظهرك تحت أعباء الحياة الثقيلة.
- إذا نزلت بين ظهران قوم احترم عوائدهم تأمن غوائلهم.
- أعقل الناس من سمع حديثا يعلمه وظن المتكلم أنه يجهله.
Bogga 13
- لاتعاتب صديقك في أمر يهمك شخصيا ولوكان ما كان وإن رأيت ولا بد من تنبيهه فاجعل المعاتبة من باب المفاهمة لا من باب النهي والتأنيب خوفا من إظهار سلطتك عليه فتتغير القلوب.
- قلما تجد من يفهم كلامك إذا كانت لهجتك ممزوجة بالغضب أوالسيطرة. ...
{ يجب أن.. }
- يجب أن نكون أقوياء بعزائمنا لنذلل الحياة.
- يجب أن نعيش سعداء،يجب أن نحيا كرماء،هذه غايتنا وهذه أنشودتنا.
- يجب أن نؤسس نهضتنا على الاعتدال والرزانة لنلكم أفواه خصومنا ومعارضينا بصخرة أعمالنا.
- يجب أن نكمل نقصنا بالشهامة وعلو الهمة حتى يكون الرجل من بمثابة ألف من غيرنا.
- يجب أن نعرف لماذا خلقنا وماذا يطلب منا.
- يجب أن ننبذ الخيال والأحلام في مطالبنا وأن نتمسك بأذيال الحقيقة المتحجرة.
- يجب أن ندرس أسباب سقوطنا حتى نكون على بصيرة من أمرنا فنؤسس حياتنا الجديدة على أرض متينة لا تزعزع.
- يجب أن نفهم أننا لا نزال في الدرجة الأولى من النهوض لئلا تكون مطالبنا فوق طاقتنا فتضربنا .
- يجب أن لا نتكل إلا على أنفسنا ولا ننظر إلا للمثل الأعلى في سيرتنا فالغاية بعيدة والطريق بالأخطار .
- يجب أن نكون على صعيد واحد في الأيام المنيرة وفي الليالي المظلمة حتى لا نضل عن الطريق السوي والمنهج القويم.
- يجب أن لا نيأس لنزكي أعمالنا ونعزز مواقفنا عند نزول الدواهي والفواجع .
- يجب أن نتسامح في كثير من الأمور لنجعل من خصومنا المعارضين أنصارا وأعوانا رغم إرادتهم.
- يجب أن نحبب للشعب الثبات والصبر والاستماتة في المواقف الحرجة ليحصد بكل سهولة ما زرعه زعماؤه وأنصاره.
- يجب أن نشم السماء أنفة أمام تيار الظلم والاستبداد وأن نخضع لصوت العدل والإنصاف رغم كبرياء النفس وطغيانها.
- يجب أن نعود أنفسنا اقتحام جلائل الأعمال في كل ساعة وحين لنكون دائما على أهبة لتلقي أوامر المجد والعظمة.
- يجب أن نسترد حقوقنا بقوة الإيمان والمقارعة بالحجة ومواصلة الطلب.
Bogga 14
- يجب أن لا نضمر البغض والحقد للذي لا نقدر أن نقاومه بالقوة ولكن يجب أن نعلم بماذا صار قويا فنقابل الشيء بمثله فننجح ونفوز.
- يجب أن لا تبهر القوة عقولنا وأفكارنا عند ظهورها فيستأصل الضعف في نفوسنا فلا نقدر أن نحاربه.
-------------------
{ كلنا يعلم.. ولكن أين..؟ }
- كلنا يعلم أن دعائم البلاد لا تقام إلا برجال العلم والعمل وأن الدين الحنيف لا تشرق شمسه إلا في سمائهم الصافية ولكن أين إدراك الواجب؟
- كلنا يعلم أن الحق له رنة وصدى في أنحاء المعمورة وأن الرؤوس الغليظة تخضع له صاغرة ذليلة وأنه يخترق الآذان الصمة طوعا أوكرها ولكن أين من يقول للظالم إنك ظالم جبار وللخائن إنك خائن خبيث ولا يخشى في الله لومة لائم؟
-كلنا يعلم أن الضعيف لا يقدر أن يعيش بجانب القوي لحظة واحدة أعزل (¬1) ، فإما الفناء والاضمحلال وإما التجنس والاندماج ولكن أين التنبه والحذر؟
- كلنا يعلم أن الحمية الجاهلية هي السبب الرئيسي في استعبادنا والوصول إلى ما نحن فيه من ذل ومسكنة ولكن أين أصحاب العقول الراجحة والأفهام المستقيمة؟
كلنا يعلم أن اولادنا محتاجون قبل كل شيء إلى الأخلاق الإسلامية والآداب الفاضلة حتى تنار طرق الحياة أمامهم فلا يضلون ولا يضلون ولكن أين أطباء العقول الماهرون؟
- كلنا يعلم أن اتباع الحق مأمور به شرعا ووضعا رغم الأغراض والشخصيات ولكن أين الانقياد والإنصاف؟
- كلنا يعلم أن صاحب الباطل مخذول لا يلبث أن يتقهقر أمام نسيم الحق العتيد ولكن أين الإقدام والثبات؟
- كلنا يعلم أن الوطن يحتاج إلى كل واحد منا بعينيه لا غير وأن كل من فر هاربا من ساحة الوغى ومقارعة العدو متكلا على غيره فهو جبان خائن ومجرم لئيم ولكن أين الشعور والإحساس بل أين القلوب الحية؟
¬__________
(¬1) - الدين الأخلاق العلم الاتحاد ...إلخ إلخ هي سلاحنا الوحيد الذي نقارع به جيوش الضلال والفساد.
Bogga 15
- كلنا يعلم أن الوطن ينادي والدين يستغيث والشرف يبكي ولكن أين ألسن الإجابة والتلبية؟
- كلنا يعلم أن لا خير في حياة المرء إذا كانت مقرونة بالذل والهوان والحياة الحقيقة حياة العز والاستقلال ولكن أين الأحياء الأباة؟
- كلنا يعلم أن النجاح والسعادة نتيجتا الصبر على المكاره والسعي المتواصل مع الثبات في المبدأ ولكن أين العزائم الفولاذية والإرادات الحديدية؟
-------------------
{ الشرق والشرقيون }
- في شمال إفريقيا الآن نهضة علمية لا بأس بها تشرئب إليها الأعناق من كل مكان ولكن من سوء الحظ أنها تسير ببطء محسوس مع شيء من الفتور كدنا نيأس من نتيجتها لولا الأمل الصادق والواجب المفروض.
- إن للشرقي مواهب تؤهله لكل عظمة أقوى وأغزر من مواهب الغربي (¬1) ولكن الدهر الغشوم أحنى عليه وأرخى سدوله على سمعته القديمة فحجب فكره تحت غبار الضغط والإهمال.
- في الشرق أمم تصبو إلى نيل سماء الغرب ولكنها لم تزل تجهل الطريق الموصل والأسباب الأولية اللازمة.
- لست من المتشائمين على الشرق أبدا ولكني أقول بملء في ما دامت أقواله أقوى وأضخم من أفعاله فحاضره أحسن من مستقبله.
- محال أن ينال الشرقي المجد والعظمة بغير الطريق التي سارت فيه أسلافه وبغير الآلات المعنوية التي استعملتها في حفر أساس بنيانها الضخم. وأما تشبثه بأذيال الغربي تيها وتقليدا فلا ينتج منه إلا المسخ والاندماج.
- إذا تقهقر مسلم أمام خصمه فسببه :"فيه قولان" (¬2)
- إن سقوط المسلمين قد يتدارك بشيء واحد هوأن يكونوا مسلمين بالمعنى التام.
- المسلمون يرثون علو الهمة عن أجدادهم ولذا إن عثروا لا يسقطون
¬__________
(¬1) 3- دليلنا التاريخ الغابر والتاريخ شاهد عدل .
4- يعني أن غير المسلم يعتقد بلا تردد أن في الإقدام نجاحا وفوزا وأما المسلم الضعيف فلا يمضي على أمر إلا إذا لعبت به الوساوس فيقول إذا تقدمت إما أن أظفر وإما أن أسقط فالمسألة-واخوفاه- ذات
(¬2) وجهين.
Bogga 16
- ما دام المسلم يعرف ربه ويؤمن به يسعى دائما بكل قواه بأن يكون عبدا له لا لغيره.
- قبيح على الشرقي أن ينسى بأن تحت تراب وطنه المقدس عظام آبائه الأولين وأنه عن قريب لا محالة سيجاورهم في مرقدهم الأخير ولا ينقي تلك الأرض من الشوك الذي زرعه يد الزمان الظالم.
- وما سقط هذا الشرق التعس إلا بكثرة مذاهبه وانفكاك أواصر بنائه.
- الإسلام ينادي .. فلتجبه أبناؤه بالعلم والمعارف والرجوع إلى الكتاب والسنة.
- المسلم كيف ما كان حاله يكره من صميم فؤاده بأن يقال له أنت "ملحد" ولوما بلغ ما بلغ من الكفر والتمرد وذلك مما يدل على أن الإسلام سوف يلمع كأول مرة كان بها.
- إذا فسد مسلم وانحلت عزائمه فاعلم أنه متكل على شرف أصله.
- المسلمون في حاجة إلى غسل ما لصق بهم من أدران الخرافات الباطلة تحت عنوان الدين وإن تبرأت بها الشريعة وهربت منها الملة السمحاء فرار السليم من الأجرب.
- ما دام الشرق لا يعتني بدرس حياة عظمائه اعتناء خاصا هيهات أن يصير عظيما.
- منع الشرق النهوض إهماله أمرين عظيمين بهما ترفع ألوية الأمم ويعز شأنها هما:"اللغة والدين "، أما اللغة فالعربية وأما الدين فما جاء به محمد صلى الله عليه وسلم من عند ربه.
- إن للدهر قوارع جمة ينبه بها الشرق الغافل ولكن كل ذلك لم يجد نفعا لأن نومه عميق ونفسه ضعيفة.
- إن سيرة الشرق الحاضرة مصيرها انفكاك ممالكها بعضها عن بعض في أقرب وقت إن دام في حالته الحاضرة لأن الإسلام الذي هو مصدر كل وحدة ورابطة صار يتضاءل كل يوم وإذا ضعف السبب ضعف المسبب.
- إن كلمة"الشرق"لا تطلقها بعض الشعوب الشرقية على أخواتها إلا في الشدة وإما في الرخاء فترى نفسها هي الشرق والشرق هي .
- المسلمون اليوم جسد بلا رأس وكل عضو يتألم بانفراده فلا جامعة ولا رابطة بينهم فلو قدر على الرأس أن ترد في مكانها لشكت إلى الطبيب ما يعاني الهيكل كله من السهر والحمى لعجل الشفاء ولتم المراد.
Bogga 17
- الشرق الآن أجوف كالطبل لا يفهم من نغماته إذا قرع أكثر من كون أبنائه مذبذيين متخاذلين لا يصلحون لمهم.
- صارت ممالك الشرق في القرن العشرين كقطع ذهبية ملقاة بفلاة لا يحرسها إنس ولا جان.. وشلت يد وصلت إليهن ولم تتصرف فيهن كما شاءت وشاء قانون حفظ المهن من التلاشي والضياع .
-------------------------------------------------
{ أنت وطني ما دمت.. }
- أنت وطني ما دمت متعلقا بعوائدك وقوميتك ولغتك وشرفك تعلقك بنفسك التي بين جنبيك.
- أنت وطني ما دمت تشعر بوجودك الحقيقي وشخصيتك البارزة بين الأقوياء المستبدين.
- أنت وطني ما دمت ترى أن التسامح في أقل قليل من حقوقك يفضي إلى انهيار مجدك الضخم الكبير.
- أنت و طني ما دمت تعتقد أن التظاهر بالضعف والاستكانة أمام الغاصب جناية لا تغتفر.
- أنت وطني ما دمت تفيض رأفة ورحمة على مواطنيك البؤساء المعترين.
- أنت وطني ما دمت تبغض الانتقام من خصومك حين تظفر بهم وتميل إلى التسامح لأن روابطكم الوطنية والدينية والقومية واحدة لا تنفك أبدا.
- أنت وطني ما دمت ممتازا عن غيرك بشعائر بلادك المقدسة لا تبغي بهن بديلا.
- أنت وطني ما دمت تغيب عن رشدك إذا مس شرف أخيك ماس.
- أنت وطني ما دمت تعمل لا لأجل أن يقال إنه عمل.
- أنت وطني ما دام لك ضمير حي يشعر ونفس حساسة تتألم وعين متيقظة لا تنام.
- أنت وطني ما دمت ترسل جل بل كل أعمالك مع أثير الغد إلى الجيل الذي يسكن مدينة المستقبل.
- أنت وطني ما دمت تفتخر بأعمال أسلافك الكرام ترغيبا لبني جلدتك على اتباع ما كانوا يعملون.
- أنت وطني ما دمت ترى أنك خليق بالبقاء وجدير بالحياة وإن كانت فؤوس الاستعمار موضوعة فوق رأسك وقبر الدمار فاغر فمه ليبلعك.
- أنت وطني مادمت تعتقد أن بلادك لا تساوم ولا تقدر بثمن مهما جل وارتفع وإن من أراد سلبها والقضاء عليها يجب أن يقطع إربا إربا بغير رحمة ولا شفقة.
Bogga 18
- أنت وطني ما دمت أمينا صادقا غيورا شجاعا لا تخون،لا تداهن،لا تتملق،لا تخاف،لا تزدري بالضعيف ولا تبالي بالقوي.
- أنت وطني ما دمت تتقوى بإخوانك ويشتد ساعدك بهم ولوفي الرخاء.
-------------------------------------------------
{ الوطن والوطنية }
- الوطنية كتاب صحائفه القلوب ومداده الإخلاص.
- قد يظن البعض أن الوطنية الصادقة شيء خلاف الدم الجاري في العروق وأن التمنطق بها كاف لحماية الشرف والحقوق.وهذا الظن مناف للصواب والحقيقة.
- كل الناس تدعي الوطنية وكلهم ينتمون إليها ويبكون في الرخاء عليها ويتغالون في عشقها والافتتان بحبها ولكن:
"إذا اشتبكت دموع في خدود تبين من بكى ممن تباكى".
- من أحرقت الوطنية لبه بجمرة الحماس والغيرة بقي أبد الدهر مفتوح العينين حي الوجدان نقي الضمير حر النفس مطمئن البال.
- كل من يتألم لرؤية الفساد والعسف في غير وطنه يصلح بأن يكون وطنيا خادما لبلاده وأمته.
- كل ما ألقاه في سبيل إحياء وطني وبلوغ مقصدي لا يثبط همتي لأني أتيقن أن لا خطب أعظم من الموت والموت في هذا السبيل المقدس أحلى من الشهد.
- جدير بالمحبة والاحترام من سعى في المصلحة العامة وبذل نفسه ونفيسه في إحياء شعبه وترقية أمته.
- الوطنية أن تنصر الفضيلة وتكشف اللثام عن وجه الحقيقة وتصبر كل الصبر وتشكر قومك حين يهدون لك وسام الجنون ولقب الطيش.
- من الجنون بل من المحال محاولة إطفاء جذوة الوطنية الملتهبة في أمة دب في شرايينها روح التضامن والحياة النضرة وشعرت بما لها وما عليها إذ الحياة معنى كامن في النفوس وما استمد قوته من الروح فمن العبث القضاء عليه ما دام ذلك الوازع موجودا.
- الوطنية الحقة سعادة يتمتع بها الرجل الغيور بين قوم ضلت أفكارهم في صحراء الخرافات الفارغة والجمود المميت ولوكان يلقى في سبيل صيانتها والذود عن حياضها ما لا يتحمله غيره.
Bogga 19
- الغلو في الوطنية محمود ولكن بشرط أن نحترم أفكار غيرنا وأن نقبل الحق من حيث أتى ومن أي فم خرج.
- غايتنا الوحيدة التي ترمي إليها نهضتنا العلمية الإصلاحية هي إحياء ما اندرس من مجد آبائنا والاقتداء بعظمائنا وتلقين العالم بأننا أمة إسلامية متمسكة بدينها وعوائدها وقوميتها ووطنها تمسكا متينا لا تبغي بهن بديلا.
- قد يظن البعض أن خدمة الأمة المعذبة والذب عن شرفها المداس شيء خلاف الواجب أوانه فرض كفاية. وهذا الظن ليس من الوطنية في شيء.
- الوطن كالهواء والنور والماء كلها ضرورية للإنسان وآلات حياته فإذا فقدت إحداها لم تقم مقامها الأخرى.
- الغيرة القومية درع تدافع به الأمة عن شرفها وترد به كل ما يطرأ عليها من المطامع والدسائس.
-------------------------------------------------
{ العظمة }
- البطولة بنت اليقين والإيمان.
- ينام الرجل العظيم على فراش الحوادث والنوائب ولكنها لا تقلق مضجعه.
- لا يشترط في العظيم غزارة العلم ولكن يجب أن يكون عموميا قبل كل شيء وذا رأي وحزم وشجاعة وعمل.
- بالله يا دهر مالي أراك تفارق منازل العظماء ولا تأوي إلا إليهم أهل نسيت شيئا عندهم ففتشت فلم تجد إلا راحتهم فأخذتها أم تشاركهم في سعادتهم فسولت لك نفسك سلبها فكنت لها من المجيبين.
يا دهر رفقا .. فإن قلوبهم من لحم ودم وإن أظهروا لك الشجاعة والصلابة وعقولهم لطيفة وإن رأيت منهم الصبر والرزانة ولكن أنشدك بقساوتك المعهودة أن لا تترك سهما في كنانتك إلا رميتهم بها وأن لا يفتحوا بابا إلا أغلقته لكي يفهموا جيدا كيف تعيش البؤساء والفقراء من أمتهم وكيف تلعب بهم الأيام فيسعون ويجدون ليل صباح في سعادة الجميع ورقي البلاد.
- عظمة النفس في الإنسان بمثابة الكهرباء في الأجسام فالأولى تظهر في الخارج بالعلم والتجارب والثانية بالفرك والتحاكك.
- العظيم من سجل اسمه في قلوب قومه بمداد المحبة والإخلاص.
Bogga 20