ومن هم المجيدون ياترى؟فهل الذين يسحرون العقول بتصوراتهم الكاذبة ويسمعون كلمة مرحى في كل نثفة ينشئونها وتشف أسماعهم بتصفيق حاد له دوي كدوي الرعد في كل بيت ينشدونها.وتتحلى صدورهم بالألقاب الضخمة والنعوت الفخمة(التي لا يسعها إلا قاموس الأمم المنحطة)لأنهم وصفوا فبهرجوا القول وزادوا ونقصوا فيه وفخموا الألفاظ تفخيما أومدحوا فكذبوا ولكنهم عرفوا كيف يكذبون ويموهون أوهجوا فابكثوا الخصم لأنه ضعيف وغير قادر على رد صدمات الباطل الموجهة نحوعرضه النظيف.أوورثوا فأطنبوا وصدقوا في بيت وانحرفوا عن الجادة في سبعين أوهزلوا فأضحكوا الناس وأفسدوا أخلاقهم وقفلوا عليهم باب الجد فمقتوا أهله وأربابه.أوحشوا بطون الوزن بمعان تافهة ولكنهم أكثروا وتحذلقوا حتى أصيب الشعر بالبطنة فهلكوه أوكادوا يفعلون إلى غير ذلك من الزوائد التي تستغني عنها حياة الأمم الراقية الضاربة في كل فن بسهم صائب فما بالك بأمم عمشاء وقد قامت من سباتها الكهفي وبدأ بصيص ضئيل من نور المدنية يتسرب إلى هيكلها المظلم وكل أعمالها الحيوية البسيطة-بغير مبالغة- لا زالت في عالم القوة والخيال لم تبرز بعد إلى حيز الفعل والوجود.
فهل من الحكمة والسداد أن نعد هؤلاء الناعقين شعراء يستحقون المدح والاعتبار على شاعر يتهم المعكوسة فنغربهم ونغرب أنفسنا معهم فنهلك جميعا.
لالا..نحن لا نغطي الشمس بالغربال فالشعور بالنقص أول مرتبة في الكمال.
Bogga 57