اللغة العربية لغة واسعة الأرجاء بعيدة الأطراف لا يضاهيها لسان في العالم ولكن الجل من أبنائها الجامدين خنقوا أنفاسها ولم تتركوا لها منفدا تتسرب منها أشعة الحرية والتقدم فباتت وهي عزيزة الجانب في الزمان الماضي ذليلة حقيرة في دارها اليوم.
يجب أن نحافظ على جوهر اللغة وأسرارها وأن نستعمل أفكارنا ونحكم أذواقنا فيما عدا ذلك.
لا تزدهر اللغة إلا في تربة الأدب الحي ولا تشتهر في الخارج إلا به فلولا شكسبير وأدبه الخالد لما عرف العالم معنى الإنكليزية.
اللغة جسم وروحه الأدب ولا معنى لجسم بلا روح.
الأدب زبدة مخيض عقول الكتاب والشعراء وذلت أمة لم تنبت أرضها هذا الصنف الأصلي لكل مكرمة ومحمدة.
الأدب الذي لا يصدر عن نفس حساسة باهتزاز أثير الحب شاعرة بجميع الواجبات الوطنية بسيطة في نفحاتها لا يتسرب إلى أعماق النفوس المنيرة الحية بل لا يخلد طويلا ولا يلبث أن يقضي عليه سلطان النسيان والإهمال.
يجب على الأمة النبيهة إذا رامت النهوض والتقدم أن لا تتلقى أدبها القومي الجميل إلا من فم رجال أقوياء العزائم يقولون ولا يترددون يبنون آراءهم وأفكارهم على أساس الحكمة العالية التي تخلد وتدوم.
لا بد للأمة من عقيدة ثابتة تدين بها أبناؤها لتتكون بينهم لحمة قوية وصلة متينة تكون السبب في تعاونهم على خدمة أفراد أمتهم العاجزين والسير بهم في طريق الوحدة والقوة والوئام.وهذا لا يكون إلا بأدب بديع تسعى الطبقة المتعلمة في وضعه وبثه بين الجميع.
- - -
{ الترجمة وتأثيرها في الأدب }
الترجمة من أركان الأدب التي لا يستهان بها وإحدى الطرق التي يسلكها الأدب المتفنن نحومدينة البيان وسحر الكلام.وهي الواسطة بين الأمم قديما وحديثا لا غنى لأحداها عنها.
ومن فوائدها التأثير على الأدب فإنها تقع عليه وقوع ندى الصباح على الوردة الباسمة.
Bogga 31