الفلسفة خلاف القواعد والقيود فهي أبوهما لأن الإنسان عرفها قبل كل شيء وترعرعت معه في مهد فطرته قبل أن يركب فكرة ويقوم لسانه.
الفيلسوف محتقر في أول نشأته لدى الناس جميعا لأنه يقول أشياء غير معهودة وآراء لا تهضمها العقول الصغيرة ولكنه يعبد في آخر أيامه.
هناك من يسمي معارضة الشرائع السماوية والازدراء بها فلسفة عالية.
فلسفة الأولين مبنية على الوهم والخيال وأما فلسفة الآخرين فعلى البحث والتحقيق لأن درجة المدارك قد ارتفعت باتساع دائرة العلم والمعارف.
الفلاسفة والشعراء من سلالة واحدة وكلهم يتغدى بلبان الطبيعة ويترعرع في حجرها.
الفيلسوف يتعب كثيرا في استخراج كنوز الحقائق ويتعب أكثر في نقشها على صحائف الأدمغة البشرية ولكنه لا يجد من اللذة والغبطة عند انتصاره على الهمجية والجهل أقل مما قاسى من الألم والأتعاب.
إن للفلسفة حدا طبيعيا تقف فيه العقول والأفكار فإذا خرقته صادمت التعاليم السماوية والأنظمة الكونية وأيدت الفوضى والتوحش والفساد.
- - -
{ اللغة والأدب }
أدب كل أمة هومجموع تأثيرات القلبية وانفعالاتها النفسانية ومرآة قوتها المعنوية وحياة لها بدونه.
الأدب مقياس الأمم بها يعرف الدرجة التي بلغتها من الرقي والتقدم.
لكل جيل أدب مخصوص به لا ينبغي للجيل الذي يأتي من بعده أن يقلده فيه،فحياة الأمس غير حياة اليوم وحياة اليوم غير حياة الغد.
إن أدبنا اليوم كإناء جميل مزركش الجوانب يبهر الأنظار ولكنه مملوء بماء عفن وقد نتنت رائحته فهوغير سائغ للشاربين.
الأدب العربي اليوم غير الأدب الذي تتطلبه حياته الفتاة وينشده موقفه الجديد وإنما يلزم أن يسار به إلى غايات أسمى من التي هوفيها الآن.
اللغة هيكل حياة الأمم ومفتاح عزها واستقلالها.
يجب أن نخرج من عالم العدم إلى بحر الوجود أدبا جديدا يلائم عصرنا ونهوضنا وقوميتنا وثقافتنا الشرقية بأن يكون عربيا مبينا عليه مسحة من خيال الغرب الجميل.
Bogga 30