وموسم الحرير في القرى الساحلية يسبق موسم الجرود زهاء شهرين؛ فينتهي في الساحل في أواخر أيار، وفي الجرود في أواخر تموز.
إن النمر، والسنور المبرقش، والضبع، والذئب، وابن آوى،
5
والثعلب، والغزال، والدب، والعنز البري، والخنزير البري، والغرير، وكثير من الظرابين الضخمة؛ هي الحيوانات التي تشاهد في لبنان. فالغرير يرمي بنفسه من أعالي الصخرة إن لم يجد غير هذه الطريقة للنجاة من مغتاله. ومن الصعب جدا اصطياد هذا الحيوان اليقظ، وقد صورت واحدا منه أتوني به ميتا.
إن صنوبر لبنان ينتج خشبا يصلح لبناء المراكب البحرية، وهو يستعمل جسورا لسقوف البيوت يستغنى بها عن القناطر الحجرية. وعندما يعمر الصنوبر يصبح خشبه كثير الصمغ ويعيش إذ ذاك مدة طويلة.
وهناك نوع من النمل في الجبل يؤلم لسعه ويحدث انتفاخا في البشرة.
إن الجبل يزخر بالخمور، وعلى الأخص في الوادي الذي يجري في أسفله نهر الكلب، وعلى الرابية المقابلة لمدينة بيروت. إن خمرة لبنان بيضاء صفراء بوجه عام؛ ومن هنا جاءها الاسم الذهبي، ولكن الخمرة الحمراء معروفة أكثر من تلك، ولا سيما بعد أن عرفت بيروت المؤسسات الأوروبية وأصبحت هذه الإسكلة يرتادها الأجانب. إن المولع بعمل الخمور يمكنه أن يكتشف خمورا فاخرة في لبنان شرط أن لا يؤمن بشهرة بعض القرى والمزارع؛ فهذه المحاصيل تختلف أجناسها في القرية الواحدة، حتى إنك لا تجد تجانسا بينها خلال سنوات كثيرة. ولقد اختبرت ذلك بعد أن ذقت في كل موسم قسما من خمرة صليما الفاخرة. وفي كل عام كنت أحصل على صنف يختلف في اللون والطعم عما تقدمه في الأعوام السابقة؛ فعلى المولع بأصناف الخمرة أن يتذوق عددا كبيرا من الخوابي، ثم ينتقي الجيدة منها.
لا تكثر الطرائد في لبنان، وهذه القلة ناتجة عن الطريقة المبيدة التي يتصيدون بها. إن الأمير بشيرا تعود أن يقوم كل سنة برحلة أو رحلتين في الناحية بين دير القمر وصيدا، وكل مرة كان يصطاد ببزاته من ثمانماية إلى تسعماية حجل. وقد اقتفى أثره الأمراء الآخرون باتباعهم هذه الطريقة في صيد هذه الطيور. أما طريقة الصيد الأكثر تداولا من غيرها في الجبال، فهي تعويد الحجال طلب غذائها من محلات معينة، ثم مفاجأتها في تلك الأماكن، بعد التثبت من مثابرتها على الذهاب إليها.
إنهم يغدون إليها مبكرين ويكمنون لها في الدواميس (الستارة) التي هيئوها لهذا الغرض، ثم ينتظرون الفرصة المؤاتية ليطلقوا نار بندقيتهم. وكثيرا ما يصرعون بطلق واحد من العشرة إلى الخمسة عشر حجلا عتيقا أو فروجا. والصيادون الذين لا يمكنهم أن يبنوا دواميس أو يقبعوا فيها لقلة جلدهم، يستخدمون رقعة كرقاع الشطرنج ذات لون أبيض وأسود تعرض لنظر الحجال بنصبها على قضيب كالراية، فيجتذبونها بها ويطلقون النار عليها من خلال ثقب يعدونه لإخراج فم بندقيتهم منه. وقد أكدوا لي أن هذه الرقعة تمثل للحجال جلد النمر الهندي الذي يجذبها رقطه.
أرسلت إلى المرحوم السيد دي ميريل النباتات المهمة التي لممتها من جبال لبنان، وقد شاء السيد دي ميريل أن يعرفني بأسمائها. ومن النباتات التي أبيدت حتى أصبحت كأنها مجهولة توجد نبتة اسمها الريباس
Bog aan la aqoon