Ribès
الذي يظن أنه نوع من الرواند. حاولت الحصول على هذه النبتة لأبعث بها إلى الذين رغبوا في إدخالها إلى فرنسا فلم أوفق إلى ذلك! إنها موجودة في ضواحي بعلبك، وإني لم أرها إلا في شهر أيار بزحلة حيث تجلب لتباع كأنها ثمرة، إن أصولها الفتية تكون في البدء كثيرة الحموضة، غير أنها تحلو متى نضجت. أما نفعها فهو أنهم يصنعون منها دواء يفني الديدان، ويمكن القول إن الاعتقاد السائد في فرنسا الزاعم أن هذه النبتة تزرع في حلب لهو اعتقاد خاطئ؛ لأني لم أجدها هناك، وقد أكد لي أهلوها أنهم لا يعرفونها.
تزخر جبال لبنان بالنباتات العطرية. والعرعر ليس بقليل الوجود في جهة صليما.
وهنالك شيء جدير بالملاحظة، وهو أننا نجد في أعالي لبنان شجرة ذات قشور، ذكية الرائحة، تدعى الشجرة العطرة، وهي شجرة اللبنى التي يمكن أن يكون قد اشتق منها اسم لبنان، لا من تعممه بالثلج
6
لأن الثلوج على عهد الإسرائيليين كانت تتساقط أقل مما تتساقط اليوم؛ فالآثار الباقية تؤكد أن قمم صنين وجبل الكنيسة كانت مأهولة في زمن يسبق الزمن الذي ابتدأ يميل فيه فلكنا إلى البرودة.
الهواء - بوجه عام - جيد في لبنان، وعلى الأخص في الأماكن المرتفعة التي يؤمها الناس في أثناء الصيف. إن سكان كثير من القرى الساحلية أو التي تقع على الشاطئ، ينتقلون في فصل الصيف إلى سفوح الجبال العالية. والمكان الوحيد ذو المناخ السيئ في هذه البقعة من سوريا هو ما وراء نهر بيروت المتفرد بحمياته.
7
إن أهالي هذه المحلة يموتون بمرض الاستسقاء والكظام، وقد أكدوا لي أن الذين يعرفون آباءهم من أهالي تلك المنطقة قليلون جدا، أما الجد فلا يعرفه أحد منهم.
الدم نقي جدا في الجبل، وقلما تنتشر فيه الأمراض السارية. والذين تظهر عليهم أمراض البرص - وهذا نادر جدا - يذهبون إلى دمشق ليتنعموا بفوائد مياه هذه المدينة، إما بالشرب منها، أو بالاستحمام بها. إنها تخفف وطأة الألم حين بلوغه الحد الأعلى، وتشفي منه إلى الأبد إذا عولج بها المريض حالا. ولكن يجب أن يعاود المريض استعمال الدواء، وإلا فلا تلبث أعراض المرض أن تفشو ثانية؛ ولذلك نرى البرص يقيمون في المدينة ويعيشون من الصدقات.
Bog aan la aqoon