Farxadda Waqtiga
بهجة الزمن
Noocyada
وفي هذه الأيام وصلت كتب من مكة يذكرون خروج بركات ، ومعه أمير العراقي[27/ب] ومن معه من العينات إلى محروس المبعوث، فلما شعر به سعد بن زيد وهو يومئذ في الطائف المبعوث خرج عنه وسار إلى بلاد بجيلة، واستقر بها مع نفس وجيلة. وهذه البلاد بين الطائف وبين بلاد بيشة . وسارت هذه البلاد متغيرة أحوالها، خائفة رجالها، والله أعلم بمنتهى حالها. ووصل كتاب الشريف سعد بن زيد إلى الإمام يستحث منه الغارة، فبنى الإمام على الإجابة، وكتب إلى أحمد بن الحسن بالوصول إليه للمفاوضة، وكذلك إلى ولده محمد، ومحمد بن أحمد فساروا إلى هنالك.
وفي يوم السبت خامس شهر ربيع الثاني سار أحمد بن الحسن من الغراس، فبات بداره بصنعاء على خفى من الناس، ثم سار إلى ضوران بطلاب وصل إليه من الإمام فيه استعجال له وعدم توان، فوصل إلى ضوران في اليوم الثالث، والموجب لهذا الطلاب من الإمام مفاوضة لا تقوم بها الأقلام[28/أ]، وكان سبب هذا التحرك من المتوكل بعد رجوع فرحان ما زاد حركة من مثل قصيدة إبراهيم بن صالح المهتدي الهندي بعث بها إلى حضرة المتوكل مستهلها قوله:
أظلما عن البيت الحرام نذاد
على مثلها الخيل العتاق تقاد
تدافعت البيدا موامى بقومكم
تدافع ذل في ظماه ضماد
وردوا حيارى خائبين بصفقة
ينال بها ريح الردى ويقاد
قد شارفوا أرجاء مكة وانثنوا
بفاقرة تفري الأديم وعادوا
حتى قال فيها:
وخيل صفي الدين تمضي بهمة
بأشراكها نسر السماء تصاد
ولو حقق النظر العاقل لم يكن الظلم إلا في قتل الباشا حسن في حرم الله، الذي جعله الله آمنا، وأما رد حاج اليمن فلم يحصل منهم، بل باختيارهم، مع أن كثيرا منهم حج ولم يصدهم أحد، وإنما كان خروج عسكر السلطنة لأجل سعد بن الشريف زيد للإنتقام منه في ما وقع في بلده.
Bogga 332