Farxadda Waqtiga
بهجة الزمن
Noocyada
وقصيدة أخرى بعث بها علي بن المتوكل إلى والده يقول في مستهلها:
لعمرك ليس يدرك بالتواني
ولا بالعجز غايات الأماني
إلى آخرها.
نعم: ولما وصل أحمد بن الحسن إلى حضرة عمه فحال وصوله أفاض عليه وعلى ولده محمد صاحب صنعاء لما وصل صحبته ما في نفسه، وما اهتم به في أمنيته، وقال لهم: أمر مكة صرت مفكرا فيه، مشغولا بباديه وخافيه، والمراد أنكم ترحلون إليها[28/ب] وتأمون نحوها وتناصرون سعد بن زيد بمن معكم من العساكر، ونضيف إليكم سائر الأتباع ومن قدرنا لحمله من العشائر، فأوجم الحاضرون عن الجواب، وثقل عليهم هذا التحمل والخطاب، لما يعلم العاقل بأن القصد لبلاد السلطان ابن عثمان، خصوصا الحرمين الشريفين، الفتح للأمر العظيم والقتال الجسيم. وأن صاحب اليمن وغيره لا يقدرون على مقاتلته، وإن أمكن الدخول مكة بجرده فلا يقدرون من بعد على دفعه، لقوة عساكر السلطنة، وأن صاحب اليمن لا ينبغي له إلا الموادعة والاقتصار على اليمن لا غيره. وأجمع الحاضرون أن الرأي السكوت، وأما الحاج ودخوله واستمراره فيراجع صاحب مكة في شأنه. وهذا التحمل من المتوكل وإظهاره من أعجب العجب في التطور لأمثاله، ففي الحديث الذي رواه الديلمي عن أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((إذا أراد الله نفاذ قضائه وقدره يسلب ذوي العقول عقولهم ووقعت الندامة)) انتهى الحديث، ولله قول الشاعر:
وكم قضايا علىغير الصواب مضت
حكما ولله في تنفيذها حكم
ثم لما رأى المتوكل بعض الحاضرين على غروره جاءوا بشيء مما فيه تعجيزه، فقال له: إذا قد بنيت على هذا الأمرالمحال، فاشتري أولا قدر ثلاثة آلاف من الجمال، واجمع ثمنها من الخزانة لتحمل الأثقال، فجاء وثمن مجرد الجمال بكثير من المال، فحار فكره، وتهون بعض عزمه.
Bogga 333