قال رسول الله ﷺ: " الأرض أرض الله، والعباد عباد الله، فحيث وجد أحدكم رزقه، فليتق الله وليقم ".
قال عبد الله بن أبي الشّيص:
أظنُّ الدَّهر قد آلا فبرَّا ... بألاَّ يكسب الأموال حرًَّا
لقد قعد الزَّمان بكلِّ حرٍّ ... ونقّض من قواه المستمرَّا
كأنَّ صفائح الأحرار أردت ... أباه فحارب الأحرار طرَّا
فأصبح كلُّ ذي شرفٍ ركوبًا ... لأعناق الدُّجى برًَّا وبحرا
فهتَّك جيب درع الَّليل عنه ... إذا ما جيب درع الَّليل زرَّا
يراقب للغنى وجهًا ضحوكًا ... ووجها للمنيَّة مكفهرَّا
فيكسب من أقاصي الأرض كسبًا ... يحلُّ به المحلَّ المشمخرَّا
ومن جعل الظَّلام له قعودًا ... أضاء له الدُّجى خيرًا وشرَّا
وقال آخر:
لا تصحبنَّ رفيقًا لست تأمنه ... شرُّ الرَّفيق رفيقٌ غير مأمون
أنشد نفطويه:
خاطر بنفسك لا تقعد بمعجزةٍ ... فليس حرٌ على عجزٍ بمعذور
إن لم تنل في مقامٍ ماتطالبه ... فأبل عذرًا بادلاجٍ وتهجير
لن يبلغ المرء بالإحجام همَّته ... حتَّى يباشرها منه بتغيير
قالت بنت الأعشى:
أرانا إذا أضمرتك البلا ... د نجفى وتقطع منَّا الرّحم
إذا غبت عنَّا وخلَّفتنا ... فإنَّا سواءٌ ومن قد يتم
وقال آخر:
وقالت وعيناها تفيضان عبرةً ... أيا أملي خبِّر متى أنت راجع
فقلت لها تالله يدري مسافرٌ ... إذا أضمرته الأرض ما الله صانع
وقال آخر:
حتَّى متى أنا في حلٍّ وترحال ... وطول سعىٍ وإدبارٍ وإقبال
ونازح الدَّار لا أنفكُّ مغتربًا ... عن الأحبَّة لا يدرون ما حالي
بمشرق الأرض طورًا ثمَّ مغربها ... لايخطر الموت من حرصي على بالي
ولو قنعت أتاني الرِّزق في دعةٍ ... إنَّ القنوع الغنى لا كثرة المال
أنشد الأصمعي لحاجب الفيل اليشكري:
لمَّا رأت بنتي بأنِّي مزمعٌ ... بترحُّلٍ من أرضها فمودِّع
ورأت ركابي قرِّبت لرحالها ... قالت وغرب العين منها يدمع
أبتا أتتركنا وتذهب تائهًا ... في الأرض تخفضك البلاد وترفع
فيضيع صبيتك الّذين تركتهم ... بمضيمةٍ في المصر لم يترعرعوا
فيهم صغيرٌ ليس ينفع نفسه ... وصغيرةٌ تبكي وطفلٌ يرضع
إنَّا سنرضى ما أقمت بعيشنا ... ماكان من شيءٍ نجوع ونشبع
والله يرزقنا فنرضى رزقه ... وكفى بحسن معيشة من يقنع
إنَّا إذا ما غبت عنَّا لم نجد ... ممَّا تخلَّف عندنا ما ينفع
تجفو موالينا ويعرض جارنا ... وقريبنا الأدنى يعزُّ ويقطع
ونخاف أن تلقاك وشك منيّةٍ ... فيصيبنا الأمر الجليل المفظع
فنصير بعدك ليس يرفع بيتنا ... ويذلُّنا أعداؤنا ونضيَّع
هذا الرَّحيل وأمرنا ماقد ترى ... فمتى تؤوب إلى الصِّغار وترجع
فخنقت من قول الصِّغار بعبرةٍ ... كاد الفؤاد لقولهم يتصدَّع
وأجبتها صبرًا بنيَّة واعلمي ... أن ليس يعدو يومه من يجزع
وقال الغزال:
وكم ظاعنٍ قد ظنَّ أن ليس آيبًا ... فآب وأودى حاضرون كثير
وإنَّ الَّذي أعظمته من تغرُّبيعليَّ وإن أعظمت ذاك يسير
رأيت المنايا يدرك العصم عدوها ... فينزلها والطَّير منه تطير
وعلِّي أمضي ثمَّ أرجع سالمًا ... ويهلك بعدي آمنون حضور
جعلت أرجِّيها إيابي ومن غدا ... على مثل حالي لا يكاد يحور
وكيف أبالي والزَّمان قد انقضى ... وعظمي مهيضٌ والمكان شطير
وإنِّي وإن أظهرت منِّي تجلُّدًا ... لذو كبدٍ حرَّي عليك حسير
وقال آخر:
1 / 47