القبط يقال له: ابتيمت، كتاب بالقبطية في قرطاس على صدره وهو ميت من تحت أكفانه، فيه مكتوب علم الأول أن هذا انتخبه فيلبس اليونانى وهو أبو الاسكندر ذي القرنين، ونسخه من صحيفة دهب كتابتها بالقبطية مخرقة منقورة، أخذها من أخوين قبط، يقال لأحدهما أملول، والآخر: وريرثا. وسالهما عن سبب معرفتهما بهذه الكتابة، فذكرا أنهما من ولد رجل
ن بنوح ببي الله عليه السلام من اهل مصر، ولم يومن عيره مع نوح عليه السلام، وحمله فى السفينة، وورثا عنه علم الاول.
وكان تاريخ الصحيفة منذ حين كتبت وإلى حين اخرجت لفيلبس سنة وتسع مائة سنة وخمسا وثمانين سنة الشمسيه، ومن فيلبس إلى هذا الكتاب وهو سنة ثمان وسبع مائة للهجرة النبويه على صاحبها أفضل الصلاة والسلام ألف وسبع مائة وثلاثا وثمانين سنة يكون تاريخها إلى الان أربعة الاف سنة وسبع مائة سنة وثمان وستين سنة، ولو شرحنا ما في الصحيفة لطال الكتاب، ويفوت الغرض، وهذا تمرة العلم والاجتهاد فيه.
ولقد أجاد كسرى أنو شروان في قوله: أما أهل العلم والدين فلهم علينا أن نسمع منهم، ونصدق قولهم، ونرفع مراتبهم، ونذب عنهم، ونوسع لهم ما صح فقههم، وظهر صلاحهم وتبتت نزاهتهم وعفتهم.
وقال أيضا: إن من الناس صنف طلبوا الرئاسة بالدين والتفقه، فاشهروا أنفسهم لذلك، وربما خالفوا بعض المخالفة ليتميزوا، ثم استطالوا على الناس وأذاعوا أسرار الشريعة وحقيقة التأويل والتفسير، وعير ذلك العوام والجهال حتى مالوا إليهم.
وإننا لم نجد في ديننا فيما تقدم خلافا بين السلف ولا افتراقا إلا
عهد سابور بن سابور، فان أولئك المبتدعة أظهروا التفسير واختلاف التاويل ، وكان من عاقبة أمرهم ما كان من طلب الرئاسة وإثارة الفتن حتى أطفاها
Bogga 115