والبعيد والمتعرض والمعرض، كما يحكى عن الفضل(1) بن يحيى البرمكى آنه كان يكتب رقاعا بخطه كثيرة فيها امض إلى فلان الصيرهي وخذ منه كذا وكذا دينار، حسب ما يجريه الله تعالى على يده ويركب في الليل او في القائلة ويتخرق شوارع البلد وينثرها فيها، فسئل عن ذلك، فقال: أردت أن يصل بري إلى من لا يصل إلى ولا أعرفه ولا يعرفنى، فاذا وجد احد رقعة من تلك الرقاع مضى بها إلى ذلك الصيرفي، فياخذها منه ويعطيه ما فيها، وعند الصيرفى امين جالس ليلا يصالحه على بعضها، ولا يعطى لأحد عير رقعة واحدة ولا يسال عنه، ولا يثبت اسمه، وربما جاءت بيد الصبى والامرأة والذمى، فيأخذ ما فيها. وهذا تلطف في الكرم وتنوع في الجود.
ومنهم من يتكرم على القريب منه والسائل على مقدار رتبهم والسعة وهو الكرم الناقص ويسمى المقتصد، مثل: بهراسب وكيقاؤس وأزدشير.
ومن الدولة الإسلامية مثل معاوية وهشام(2) من بني أمية، ومن بني
Bogga 78