وما أعمق نظرتهم إلى الحياة الآخرة!
وما أهون الدنيا في قلوبهم!
ومن أخبار الصحابة ﵁ في اهتمامهم بالصلاة ما أخرجه محمد بن إسحاق بإسناده عن جابر بن عبد الله ﵄ قال: «خرجنا مع رسول الله ﷺ في غزوة ذات الرقاع من نخل، فأصاب رجل امرأة رجل من المشركين - يعني أخذها سبيَّة - فلما انصرف رسول الله ﷺ قافلًا، أتى زوجها وكان غائبًا، فلما أخبر الخبر حلف لا ينتهي حتى يهريق في أصحاب محمد ﷺ دما، فخرج يتبع أثر رسول الله ﷺ، فنزل رسول الله ﷺ منزلا، فقال: من رجل يكلؤنا ليليتنا هذه؟ قال: فانتدب رجل من المهاجرين ورجل آخر من الأنصار فقالا: نحن يا رسول الله، قال: فكونا بفم الشعب، قال: وكان رسول الله ﷺ وأصحابه قد نزلوا إلى شعب من الوادي، وهما عمار بن ياسر وعباد بن بشر» فيما قال ابن هشام.
قال ابن إسحاق: «فلما خرج الرجلان إلى فم الشعب قال الأنصاري للمهاجري: أيّ الليل تحب أن أكفيكه أولَّه أو آخره؟ قال: بل اكفني أولَّه. قال: فاضطجع المهاجريّ