فنام، وقام الأنصاري يصلي، قال: وأتى الرجل، فلما رأى شخص الرجل عرف أن ربيئة القوم - يعني طليعة القوم - قال: فرمى بسهم فوضعه فيه، قال: فنزعه ووضعه وثبت قائما، ثم رماه بسهم آخر فوضعه فيه، قال: فنزعه فوضعه، وثبت قائمًا ثم عادله بالثالث فوضعه فيه، قال: فنزعه فوضعه، ثم ركع وسجد ثم أهبَّ صاحبه - يعني أيقظه من نومه - فقال: اجلس فقد أثبتُّ- يعني اثبتتني الجراحة - قال: فوثب فلما رآهما الرجل عرف أنهما قد نذرا به فهرب، قال: ولما رأى المهاجري ما بالأنصاري من الدماء قال: سبحان الله، أفلا أهببتني أوَّل ما رماك؟ قال: كنت في سورة اقرؤها فلم أحب أن اقطعها حتى أنفذها، فلما تابع علي الرمي ركعت فآذنتك، وايم الله لولا أن أضيع ثغرًا أمرني رسول الله ﷺ لقطع نفسي قبل أن أقطعها أو أنفذها» (١) .
ففي هذا الخبر مثل واضح على قوة الصبر واحتمال الأذى في سبيل الله تعالى لدى الصحابة ﵃،