ﷺ فذكر له الذي أصابه في حائطه من الفتنة وقال: يا رسول الله هو صدقة لله فضعه حيث شئت (١) .
وكذلك أخرجه من حديث عبد الله بن أبي بكر أن رجلًا من الأنصار كان يصلي في حائط له بالقفّ - وادٍ من أودية المدينة - في زمن الثمر، والنخل قد ذللت (٢) فهي مطوقة بثمرها، فأعجبه ما رأى من ثمرها، ثم رجع إلى صلاته فإذا هو لا يدري كم صلى! فقال: لقد أصابتني في مالي هذا فتنة فجاء عثمان بن عفان وهو يومئذ خليفة، فذكر ذلك وقال: هو صدقة فاجعله في سُبل الخير، فباعه عثمان بخمسين ألفا، فسُمِّي ذلك المال الخمسين (٣) .
وفي هذين الخبرين عبرة عظيمة في تضحية الصحابة ﵃ بأموالهم في سبيل المحافظة على دينهم، فليس من اليسير على الإنسان أن يتصدق ببستان كامل دفعة واحدة، وفي مقابل ماذا؟ في مقابل أنه انشغل به عن صلاة واحدة! !
فما أعظم قدر الصلاة في نظر الصحابة ﵃!