Anwaarul Nabiga
أنوار النبي(ص) أسرارها و أنواعها
Noocyada
فاستقيت، وشربت، وجئت بها إلى أصحابي فشربوا، وأعلمتهم بالقصة فمضوا إلى المكان؛ ليستقوا منه، فلم يجدوا ماء ولا أثرا لماء، قلت: إنها آية.
وحكي عن بعض الأخيار: أنه عطش في طريق الحج، فدار في الركب من أوله إلى آخره في طلب الماء، فلم يحصل له شيء، وإذا بفقير قد ركز عكازه في ساقية بركة، والماء ينبع من تحت العكاز، ويجري إلى البركة، فملأ قربته، وأعلم الحاج، فاستقوا منها، وتركوها وهي تطفح، وحكاياتهم من هذا النوع لا يمكن حصرها، وقصدنا التنبيه عليها والإشارة إليها.
النوع الثامن: كلام الجمادات والحيوانات لهم:
من ذلك الحكاية المشهورة في مخاطبة شجرة الرمان لإبراهيم بن أدهم في طريق بيت المقدس، وقولها: يا أبا إسحاق، اكرمنا بأن تأكل منا شيئا، قالت ذلك ثلاث مرات، وكانت شجرة قصيرة، ورمانها حامض، وتحمل في السنة مرة، فلما أكل منها صارت طويلة، ورمانها حلوا، وتحمل في السنة مرتين، فسموها رمانة العابدين، ويأوي إلى ظلها العابدون.
قال الشبلي: اعتقدت وقتا ألا آكل إلا من الحلال، فكنت أدور في البراري، فرأيت شجرة تين، فمددت يدي إليها لآكل منها، فنادتني الشجرة: احفظ عليك عقدك ولا تأكل مني؛ فإني ليهودي.
وقال الشيخ أبو عبد الله القرشي: بينما أنا أسير على بعض السواحل إذ خاطبتني حشيشة: أنا شفاء هذا المرض الذي بك. فلم أتناول منها ولم أستعملها.
وعن بعضهم: أنه قال: كلمني جمل في طريق مكة لما رأيت الجمال والمحامل عليها وقد مدت أعناقها في الليل، فقلت: سبحان من تحمل عنها ما هي فيه، فالتفت إلي جمل، وقال لي: قل: جل الله، فقلت: جل الله.
وعن بعضهم: أنه كان يضرب رأس حمار كان تحته، فرفع الحمار رأسه، وقال:
اضرب أو لا تضرب؛ فإنما تضرب على رأسك.
ولا يستنكر هذا؛ فقد أخبر النبي (صلى الله عليه وسلم) في الحديث الصحيح بكلام البقرة التي كلمت
Bogga 203