137

Anwaarul Nabiga

أنوار النبي(ص) أسرارها و أنواعها

Noocyada

صاحبها، وقالت: «إنما خلقت للحرث .... الحديث (1)».

وقوله (صلى الله عليه وسلم) فيما أخرج: «آمنت بهذا أنا وأبو بكر وعمر (2)»، فشهد لهما بالإيمان بذلك وهما غائبان حينئذ لما قال الناس: سبحان الله بقرة تتكلم، وناهيك بهذا شرفا لهما.

وكذلك ما روي عن الشيخ أبي الربيع المالقي قال: قيض الله لي طيرا في بعض الأسفار يبيت يسامرني، فكنت أسمعه الليل كله ينطق: يا قدوس يا قدوس، فإذا أصبح صفق بجناحيه، وقال: سبحان الرزاق، وطار.

وكذلك ما روي أن بعضهم كان يأتيه طير بمكة، ويحادثه، فلما كان ذات يوم أتاه وقال له: موعدي وموعدك الشام. فاجتمع به بعد ذلك في الشام، وكذلك الحكاية المشهودة المشهورة في الطير الذي يبشر أبا مسلم بسلامة السرية، وقدومها في وقت عينه له في بعض الغزوات، فقال له: من أنت يرحمك الله؟ فقال له الطير: أنا مذهب الأحزان عن قلوب المؤمنين. فقدمت السرية كما ذكر وغير ذلك مما يخرج عن الحصر مما قد علم واشتهر.

النوع التاسع: إبراء العلل ببركتهم:

من ذلك ما روي أنه ظهر بيعقوب بن الليث علة أعيت الأطباء، فقيل له: في ولايتك رجل صالح يقال له: سهل بن عبد الله، فلو استحضرته لعله يدعو لك. فأحضره، وسأله الدعاء، فقال: كيف يستجاب دعائي لك وفي سجنك محبوسون؟ فأطلق كل من كان في السجن، فقال سهل: اللهم كما أريته ذل المعصية فأره عز الطاعة، وفرج عنه. فعوفي، فعرض مالا على سهل فأبى أن يقبل، فقيل له:

لو قبلته وفرقته على المساكين ؟ فنظر إلى الحصى في الصحراء فإذا هي جواهر، فقال: من أعطي مثل هذا يحتاج إلى مال يعقوب بن الليث؟!

وعن السري السقطي قال: كنت أطلب رجلا صديقا مدة من الأوقات، فمررت في

Bogga 204