135

Anwaarul Nabiga

أنوار النبي(ص) أسرارها و أنواعها

Noocyada

وذكر شأنه في ذلك اليوم فإذا هو بذلك النهر وتلك الشجرة ومفاتيحه معلقة عليها، فلما رجعوا أتى إلى الشيخ ليخبره بذلك فأمسك بأذنه قبل أن يخبره، وقال له: يا أبا المعالي، لا تذكره لأحد وأنا حي. فلازم خدمته إلى أن مات.

وروي مسندا في كتاب مناقب الشيخ عبد القادر عن الشيخ محمد بن الأزهر قال:

مكثت مدة أسأل الله تعالى يريني أحدا من رجال الغيب، فرأيت ليلة في المنام أني أزور قبر الإمام أحمد بن حنبل وعند قبره رجل، فوقع في نفسي أنه من رجال الغيب، فاستيقظت فرجوت أن أراه في اليقظة، فأتيت قبر الإمام أحمد في وقتي، فوجدت الرجل الذي رأيته في المنام بعينه، فخرج قدامي، وتعجلت في الزيارة، وتبعته إلى أن وصل إلى دجلة، فالتقى له طرفاها حتى صارت قدر خطوة الرجل، فعبرها إلى الجانب الآخر، فأقسمت عليه أن يقف ليكلمني، فوقف، فقلت: ما مذهبك؟ فقال: حنيفا مسلما وما أنا من المشركين.

فوقع عندي أنه حنفي المذهب، وانصرفت، فقلت في نفسي: آتي الشيخ عبد القادر، وأذكر له ما رأيت، فأتيت مدرسته، وقمت على بابه، فناداني من داخل داره، وقال: يا محمد، ما في الأرض من المشرق إلى المغرب في هذا الوقت ولي لله سبحانه وتعالى حنفي سواه.

وحكاياتهم في هذا كثيرة، وفيما ذكرناه كفاية.

النوع السابع: انفجار الماء لهم:

من ذلك ما روى القشيري في رسالته بإسناده فيها: أن أبا تراب النخشبي قال له بعض أصحابه في طريق مكة: أنا عطشان، فضرب برجله الأرض فإذا عين ماء زلال، فقال الفتى: أحب أن أشربه في قدح، فضرب بيده الأرض فناوله قدحا من زجاج أبيض كأحسن ما رأيت، فشرب، وسقانا وما زال القدح معنا إلى مكة.

وعن الشيخ أبي عبد الله القرشي: أنه جاء إلى بئر من آبار مني بركوتة يطلب ماء وهو عطشان، فضربه بعض من كان على البئر، ورمى بركوته بعيدا.

قال: فمضيت إليها لآخذها وأنا منكسر القلب، فوجدتها في بركة ماء حلو،

Bogga 202