Ali Mudia
الجزء الأول
Noocyada
قال الفقيه حميد: وروى صاحب (المحيط بالإمامة) أن أبا بكر أخرج وكيل فاطمة من (فدك)، وطالبها بالبينة، بعد شهر من موت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فجاءها وكيلها فقال: أخرجني أبو بكر، فصارت فاطمة إلى أبي بكر ومعها أم أيمن ونسوة من قومها فقالت: (فدك) بيدي أعطانيه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم .
فقال: يا بنت محمد أنت عندنا مصدقة إلا أن عليك البينة.
فقالت: يشهد لي علي بن أبي طالب، وأم أيمن.
فقال: هاتي شهداء، وكتب لها صحيفة وختمها، فأخذتها فاطمة فاستقبلها عمر، فقال: يا بنت محمد هات الصحيفة، فأخذها ونظر فيها فتفل فيها وحرقها، واستقبلها علي عليه السلام فقال: يا بنت محمد، مالك غضبانة، فذكرت له ما صنع عمر فقال: ما ركبوا من أبيك ومني أعظم من هذا، قال: فمرضت فجاءا يعودانها، فلم تأذن لهما، فجاءا(1) من الغد وبلغها أن عليا عليه السلام عندها فتشفعا(2) به إليها فأذنت لهما، فدخلا وسلما فردت عليهما سلاما ضعيفا، ثم قالت: سألتكما بالله الذي لا إلى إلا هو هل سمعتما من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنه يقول: ((من آذى فاطمة فقد آذاني)).
فقالا: اللهم نعم.
فقالت: فأشهد أنكما قد آذيتماني.
قال الفقيه حميد: وقد تقرر في الأخبار أن الله سبحانه يغضب لغضب فاطمة، ويرضى لرضاها، ومتى كان الخبر مقطوعا به كان الحال في عصمتها جليا ظاهرا، قال: وقد سئل [الإمام](3) القاسم بن إبراهيم عن الشيخين فقال: كانت لنا أم صديقة ماتت وهي غضبانة عليهما، ونحن نغضب لغضبها، وفي مثل ذلك يقول المنصور بالله عبد الله بن حمزة عليه السلام:
أتموت البتول غضبى ونرضى ... ما كذا يفعل البنون الكرام
Bogga 349