210

وسببها أنه بلغ رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم- أن بني أنمار بن يعيص، وبني سعد بن ثعلبة قد جمعوا لحرب المسلمين، فخرج إليهم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لعشر خلون من المحرم على رأس سبعة وأربعين شهرا، حتى بلغ محالهم فوجدهم قد هربوا إلى رؤوس الجبال، وأطلوا على المسلمين، فلما حضرت الصلاة خاف النبي صلى الله عليه وآله وسلم أن يغيروا عليه فصلى بأصحابه صلاة الخوف، وهي أول صلاة صلاها كذلك، قال في (الإمتاع): وهذا مشكل؛ لأنه قد جاء في رواية الشافعي وغيره أن رسول الله - صلى الله عليه وآله- حبسه المشركون يوم الخندق عن الظهر، والعصر، والمغرب، والعشاء، فصلاهن جميعا، وذلك قبل نزول صلاة الخوف.

قالوا: وإنما نزلت صلاة الخوف بعسفان كما رواه ابن عباس(1)، وأبو هريرة، وقد علم بلا خلاف أن غزوة (عسفان) كانت بعد الخندق فاقتضى هذا أن ذات الرقاع بعدها بل بعد (خيبر)، يؤيد ذلك أن أبا موسى الأشعري، وأبا هريرة شهداها، وكان قدوم أبي موسى الأشعري بعد (خيبر) وإسلام أبي هريرة أيام خيبر.

وعن عبد الله بن عمر قال: غزوت مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قبل نجد، فذكر(2) صلاة الخوف، وكانت إجازة عبد الله بن عمر في القتال يوم الخندق، وقد قال البخاري: ذات الرقاع بعد (خيبر)، وقد قال بعض [العلماء](3): من أرخ أن [غزوة](4) ذات الرقاع أكثر من مرة، انتهى. ثم كانت

Bogga 212