166

مخالفا دين النصارى دينها فقدم على رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم وسلم- ثم وفد عليه وفد ثقيف بعد مرجعه من تبوك فضرب لهم قبة في ناحية مسجده فأسلموا، وأمر عليهمصلى الله عليه وآله وسلم عثمان بن العاص الثقفي وهو من أصغرهم سنا لما رأى من حرصه على التفقه في الإسلام وتعلم القرآن، وقال أيضا عن ابن هشام، عن ابن إسحاق: لما إفتتح رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم (مكة) وفرغ من (تبوك) وأسلمت ثقيف وبايعت، ضربت إليه وفود العرب من كل وجه، قال ابن هشام حدثني أبو عبيدة أن ذلك سنة تسع، وأنها كانت تسمى سنة الوفود، قال: قال ابن إسحاق: وأنها كانت العرب تربص بالإسلام أمر هذا الحي من قريش وذلك أن قريشا كانوا أمام الناس وهاديهم وأهل البيت، والحرم، وضريح ولد إسماعيل بن إبراهيم، وقادة العرب لا ينكرون ذلك، وكانت قريش هي التي نصبت لحرب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وخلافه، فلما افتتحت (مكة) ودانت له قريش ودوخها الإسلام عرفت العرب أنه لا طاقة لهم بحرب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ولا عداوته، فدخلوا في دين الله كما قال الله عز وجل {أفواجا}، وقدم عليه صلى الله عليه وآله وسلم وفد تميم ونادوا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من وراء الحجرات: أن اخرج إلينا يا محمد، فتأذى رسول اللعه صلى الله عليه وآله وسلم من صياحهم كما حكى الله تعالى، وقدم عليه صلى الله عليه وآله وسلم وافدة النساء، عن عبد الله بن عمر قال: كنت عند النبي صلى الله عليه وآله وسلم فأتته أسماء بنت سهل فقالت: بأبي أنت وأمي، أنا وافدة النساء إليك، ما من امرأة في شرق ولا [في] (1) غرب إلا ورأيها [مثل](2) رأيي، إن الله بعثك إلينا فأمنا بك وبالإله الذي بعثك، وإنا معاشر النساء عوان(3) مقصورات بيوتكم، مقضيات شهواتكم، حاملات أولادكم، والله فضلكم علينا بالجمع والجماعات، وعيادة المريض، وشهادة الجنازة، والحج، والعمرة، والجهاد، وإن الرجل إذا خرج حاجا أو مجاهدا جمعنا له الطعام، وحفظنا المال، وعزلنا الثوب، فما أجرنا في ذلك، فقالصلى الله عليه وآله وسلم والتفت إلى أصحابه: ((هل سمعتم مقالة أحسن من مقالتها)) ثم فقال: ((ارجعي ورائكي وأخبري من خلفك من النساء أن متابعة إحداكن زوجها وطلبها مرضاته يعدل ذلك كله)) ففرحت استبشارا بما قال.

وقدم على رسول اللهصلى الله عليه وآله وسلم، وفد بني عامر بن الطفيل، وأربد بن قيس، فقدم عامر وهو يريد الغدر برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وقد قال له قومه: إن الناس قد أسلموا، قال: والله، لقد كنت آليت لا انتهي حتى يتبمع العرب عقبي، فأنا اتبع عقب هذا الفتى من قريش، ثم قال لأربد: إن قدمنا على هذا الرجل فإني سأشغل عنك وجهه، فإذا فعلت ذلك فاعله بالسيف، فلما قدموا على رسول اللهصلى الله عليه وآله وسلم، قال عامر: يا محمد، خالني.

قال: ((لا والله(1) حتى تؤمن بالله وحده[لا شريك له](2))).

[قال: يا محمد، خالني.

Bogga 165