167

قال: وجعل يكلمه ينتظر من أربد ما كان أمره به، فجعل أربد لا يخيل شيئا، فلما رأى عامر ما يصنع أربد قال: يا محمد، خالني، قال: ((لا حتى تؤمن بالله وحده لا شريك له)) فلما أبى عليه رسول اللهصلى الله عليه وآله وسلم، قال: والله لأملأنها عليك خيلا ورجلا، قال رسول اللهصلى الله عليه وآله وسلم: ((اللهم، اكفني عامر بن الطفيل)) فلما خرجوا من عند رسول اللهصلى الله عليه وآله وسلم، قال عامر لأربد: ويلك يا أربد أينما كنت أمرتك به، والله ما كان على وجه الأرض رجل أخوف عندي على نفسي منك، وآيم الله لا أخافك بعد اليوم أبدا، قال: لا أبا لك!! لا تعجل علي، والله ما هممت بالذي أمرتني به إلا دخلت بيني وبين الرجل حتى ما أرى غيرك أفأضربك بالسيف، وخرجوا راجعين إلى بلادهم، حتى إذا كانوا ببعض الطريق بعث الله على عامر بن الطفيل الطاعون في عنقه فقتله في بيت امرأة من بني سلول فجعل يقول: يا بني عامر، أعدة كعدة البكر في بيت امرأة من بني سلول، ثم خرج أصحابه حتى واروه، حتى قدموا أرض بني عامر، فأتاهم قومهم فقالوا: ما ورآك يا أربد، قال: لا شيئ والله ، لقد دعانا إلى عبادة شيء لو وددت أنه الآن عندي فأرميه بالنبل حتى أقتله، فخرج بعد مقالته بيوم أو يومين معه جمل له يتبعه، فأرسل الله عليه وعلى جمله صاعقة فأحرقتهما.

وقدم عليه -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- ضمام بن ثعلبة، أرسله قومه وفد بني سعد بن بكر فأناخ بعيره على باب المسجد، وكان ضمام رجلا جعدا ذا غديرتين فأقبل حتى وقف على رسول اللهصلى الله عليه وآله وسلم، وهو في المسجد مع أصحابه، فقال: أيكم بن عبد المطلب؟ فقال رسول اللهصلى الله عليه وآله وسلم: ((أنا ابن عبد المطلب)).

قال: أمحمد؟

قال: ((نعم)).

قال: يا ابن عبد المطلب، إني سائلك ومشدد ومغلظ عليك في المسألة فلا تحدن علي في نفسك:

قال: ((لا أجد في نفسي، فسل عما بدا لك)).

Bogga 166