Ali Mudia
الجزء الأول
Noocyada
قال في (أنوار اليقين): كانت بعد الفتح وبعد أن أرسل إلى (نجران) النبي صلى الله عليه وآله وسلم رسلا يدعوهم إلى الإسلام فارتاعوا لذلك وتشاوروا، ووفد وفدهم إلى رسول اللهصلى الله عليه وآله وسلم وكانوا أربعة عشر راكبا من نصارى (نجران) وسبعين راكبا من أشراف بني الحارث بن كعب، وكان صلى الله عليه وآله وسلم لما استراث خبر أصحابه قد أرسل خالد بن الوليد في خيل لمشارفة أمرهم فألفوهم وهم عائدون.
قال في (السفينة): وفيهم ثلاثة يتولون(1) أمرهم: العاقب وهو أميرهم، وصاحب مشورتهم وهو عبد المسيح رجل من (كندة)، وأبو الحارث بن علقمة وهو رجل من ربيعة، وهو أسقفهم وحبرهم، ومعه أخوه كرز، وأبو الحارث هذا هو إمامهم وصاحب مدارسهم، وله فيهم قدرا ومنزلة قد شرفه ملك (الروم) واتخذوا له الكنائس، والثالث السيد وهو صاحب رحلتهم ففصلوا من (نجران)، وأخواني الحارث على بغلة له فعثرت، فقال: تعس الأبعد، يعني النبيصلى الله عليه وآله وسلم، فقال أخوه أبو الحارث: بل تعست أنت، أتشتم رجلا من المسلمين، إنه للنبي الذي كنا ننتظر، قال: فما يمنعك أن تتبعه وأنت تعلم هذا منه، قال: شرفنا القوم وأكرمونا وأبوا علينا إلا خلافه، ولو اتبعته لترعوا كلما ترى© فأعرض عنه أخوه، وهو يقسم بالله لا يثني له عنانا حتى يقدم المدينة على النبيصلى الله عليه وآله وسلم، فقال: له أخوه أبو الحارث: مهلا، يا أخي فإنما كنت مازحا، قال: وإن كنت مزحت ثم مر يضرب بطن راحلته، وهو يقول:
إليك تعدو قلقا وضنينها ... معترضا في بطنها جنينها
Bogga 163