164

قال في (السفينة): وكان حمزة وزيد بن حارثة أخوين، وجعفر بن أبي طالب ومعاذ بن جبل أخوين، وفي (الكامل المنير) للقاسم بن إبراهيم عليه السلام وعلمت الأمه أن رسول اللهصلى الله عليه وآله وسلم آخا بين أصحابه، فاختار بعضهم لبعض على قدر فضائلهم وسوابقهم ومنازلهم، فآخا بين أبي بكر وعمر، وبين طلحة والزبير، وبين عبد الرحمن بن عوف وعثمان بن عفان، وبين سعد بن أبي وقاص ومعاذ بن جبل، وآخا بين نفسه صلوات الله عليه وآله وسلم وبين علي بن أبي طالب إذ لم يكن له كفؤ في جميع الأرض غيره، ولا نظير له فيها غيره، وكان كل واحد منهم يرى بأخيه مصفيا له عواه. انتهى.

وصول الوفود إليه صلى الله عليه وآله وسلم

كانت الوفود إليهصلى الله عليه وآله وسلم قبل الهجرة وبعدها.

قال ابن بهران: أما وفد الجن فعن علقمة قال: قلت لابن مسعود هل صحب النبيصلى الله عليه وآله وسلم منكم الجن أحد؟ قال: ما صحبه منا أحد، لكنا كنا مع رسول اللهصلى الله عليه وآله وسلم ففقدناه فالتمسناه في الأودية والشعاب، فقلنا: استطير أو اغتيل فبتنا بشر ليلة، فلما أصبحنا إذ هو جاء من قبل حراء، قال: فقلنا يا رسول الله، فقدناك فطلبناك فلم نجدك فبتنا بشر ليلة، قال: ((أتاني داعي الجن فذهبت فقرأت عليهم القرآن))، قال: فانطلق بنا فأرانا أثارهم وآثار نيرانهم، وسألوه الزاد فقال: (لكم كل عظم ذكر اسم الله عليه يقع في أيديكم، أوفر ما يكون لحما وكل بعرة علف لدوابكم) فقال رسول اللهصلى الله عليه وآله وسلم: ((فلا تستنجوا بهما فإنهما طعام إخوانكم من الجن)).

قال ابن بهران: وكان ممن وفد إليه صلى الله عليه وآله وسلم الطفيل بن عمرو الدوسي، قال: ثم وفد عليه بعد الهجرة نصارى (نجران)، وقصتهم مشهورة.

Bogga 162