Albert Camus: Iskuday Lagu Darsayo Fikirkiisa Falsafadeed
ألبير كامي: محاولة لدراسة فكره الفلسفي
Noocyada
هل يفهم من هذا أن حرية الاختيار التي نتحدث عنها تعني التخلي عن العدالة؟ لا نستطيع أن نذهب إلى هذا الرأي؛ فمثل هذه النقيضة (حيث تستبعد الحرية المطلقة العدالة كما تنفي العدالة المطلقة كل حرية) لا وجود لها إلا حيث يسعى الفكر إلى الشمول (الذي يلغي جميع الفروق ويسوي المتناقضات والأضداد) لا إلى الوحدة (التي تحقق قبل كل شيء الانسجام بين الأضداد)؛
93
فالحق أن الارتباط وثيق بين العدالة والحرية والتضامن بينهما مكفول، بشرط أن ننظر إليهما نظرة معتدلة؛ فالحرية المطلقة تؤدي إلى الظلم، والعدالة المطلقة تخنق كل حرية. وكلاهما ينتهي بالبوليس أو بالجنون، وفي الحالين بالجريمة والقتل.
قلنا إن التمرد على الظلم والطغيان هو في صميمه تمرد على المحال في صورته التاريخية. وعلى الإنسان تقع أمانة هذا التمرد الذي ينبغي أن يتمثل فيه بسيزيف أو بالدكتور ريو؛ أعني أن يبقى في تمرده وفيا للمحال، واعيا بالحدود التي رسمها لنفسه. مثل هذا التمرد المعتدل لا مجال له إلا في النسبي والممكن والواقعي المعين، فإذا تجاوز هذه الحدود لم يعد تمردا من أجل الحياة، بل جموحا لا يخدم إلا الموت.
واجب إذن على الإنسان أن يطابق بين التمرد وبين الحد والمقياس، وواجب على التمرد المعتدل المحدود أن يكفكف من غلواء الثورات التاريخية التي أفلت طموحها من كل حد وأن يعيدها من جديد إلى منبع التمرد الحي الخلاق.
94
بذلك يوضع حد أخلاقي للثورة التاريخية لا يجوز لها أن تتعداه؛ فهو احترام الإنسان، واعتبار كرامته، وفرديته، وتقدير الطبيعة الإنسانية المشتركة بينه وبين سائر البشر. ويصبح مبدأ التمرد الذي يحترم الحد الذي وضع له بما هو تمرد هو المبدأ الذي يمكن أن نعبر عنه على النحو التالي: «بدلا من أن نقتل ونموت لكي نخلق وجودا ليس هو وجودنا، ينبغي علينا أن نعيش ونترك غيرنا يعيشون، لكي نخلق الوجود الذي هو وجودنا.»
95
هذا الفكر الذي يحرر العقل حين يضعه موضع اليقين بحدوده يسميه كامي فكر الظهيرة. إن مثله الأعلى هو الفكر اليوناني الذي التزم دائما بتصور الحد،
96
Bog aan la aqoon