الدِّينِ﴾، فذكر لي بعضُ الأدباء أن ﴿مَلِكِ﴾ أبلغُ في المدح وأكثرُ في الثواب، فتركتُ عادتي، فكنت (^١) أقرأ ﴿مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ﴾ حتى رأيت في المنام أن قائلًا قال لي: لم نقصْتَ من حسناتك عشرًا، أما سمعتَ قول النبيِّ ﷺ: "من قرأ القرآن كُتب له بكلِّ حرفٍ عشرُ حسناتٍ، ومُحيت عنه عشرُ سيئاتٍ، ورُفعت له عشر درجاتٍ" (^٢)، فانتبهْتُ، فلم أترك عادتي حتى رأيتُ ثانيًا في المنام أنه قيل لي: لِمَ لا تترك هذه العادة؟ أمَا سمعتَ قول النبيِّ ﷺ: "اقرؤوا القرآن فَخْمًا مُفخَّمًا"؛ أي: عظيمًا مُعظَّمًا، فأتيتُ قُطْرُبًا وسألتُه عن الفرق بين (المالك) و(الملِك)، فقال: الملِك الذي يملك شيئا من الدنيا (^٣)، والمالك الذي يملك الملوك.
وقيل: لا ترجيح بزيادة حرفٍ، فقد اختلفت (^٤) الصَّحابةُ رضوان اللَّه عليهم في (فَرِهِين) و(فارِهين)، و(حَمِئةً) و(حامِئةً)، و(نَخِرةً) و(ناخِرةً)، فلم يحتجَّ أحدهم
= واحتج له. . . وكان من الواقفة على القراءة إلا أنه يرى رأي أهل العدل والتوحيد. قلت: وذكره ابن عدي في "الكامل" (٦/ ٢٩١) واتهمه بوضع الحديث.
(^١) في (أ): "وكنت".
(^٢) رواه ابن عدي في "الكامل" (٢/ ٣٨٧) من حديث ابن عباس ﵄، وفيه حفص بن عمر بن حكيم، قال ابن عدي: مجهول. وروى الترمذي (٢٩١٠) من حديث ابن مسعود وصححه: "مَن قَرَأَ حَرْفًا من كتابِ اللَّهِ فله به حَسَنَةٌ، والحَسَنَةُ بعَشْرِ أمثالِها، لا أقولُ: الم حَرْفٌ، ولكِنْ ألفٌ حَرفٌ، ولامٌ حَرفٌ، وميمٌ حَرفٌ".
(^٣) في (ر): "الذي يملك الأشياء في الدنيا"، والمثبت من (أ) و(ف)، وهو الموافق لما في "روح البيان"، أما أبو الليث فلفظه: (فأما مَلِك فهو ملك من الملوك، وأما مالك فهو مالك الملوك). وفيه بعدها قوله: (فرجعت إلى قراءة الكسائي).
(^٤) في (أ): "اختلف".