263

التيسير في التفسير

التيسير في التفسير

Baare

ماهر أديب حبوش وآخرون

Daabacaha

دار اللباب للدراسات وتحقيق التراث

Lambarka Daabacaadda

الأولى

Sanadka Daabacaadda

1440 AH

Goobta Daabacaadda

أسطنبول

Noocyada

Fasiraadda
على صاحبه بزيادة الحرف، وإنما رجَّحوا بزيادة المعنى، فبنا (^١) أن ننظر أيهما أبلغُ في المعنى.
قال أبو عبيدةَ والأصمعيُّ وأبو حاتم والأخفش: (مالك) أبلغ، فإنه يقال: مالكُ كلِّ شيءٍ، ولا يقال: ملك كلِّ شيءٍ، وإنما يقال: ملكُ الناس.
ولأنه يُضاف إلى الفعل والذات، يقال: مالكُ العبد، ومالكُ التصرُّف.
ولأنه لا يقال: مالكُ الشيء، إلا وهو يملكُه، وقد يكون مَلِكَ (^٢) شيءٍ وهو لا يملكه، يقال: فلانٌ ملكُ العرب، وملكُ العجم، وملك الهند، وملك الروم، وملك الترك.
ولأن (المالك) من المِلْك، و(المَلِك) من المُلْكِ، والمالك يدلُّ عليهما، يقال: مالكُ المُلْك، ومالكُ المِلْك، والمَلِك لا يدل عليهما، يقال: مَلِكُ المُلك، ولا يقال: مَلكُ المِلْك.
ولأنه أضاف إلى ﴿يَوْمِ الدِّينِ﴾، وذكر في آيةٍ: ﴿يَوْمَ لَا تَمْلِكُ نَفْسٌ لِنَفْسٍ شَيْئًا﴾ [الانفطار: ١٩]، فنفى المِلك عن الخلق، فثبت ذلك للَّه تعالى.
وقال أبو عبيدةَ (^٣) وعاصمٌ الجحدريُّ والمبرِّد وأبو عمرٍو والزجَّاج وجماعة: (مَلِك) أبلغ وأوفق للقرآن، قال تعالى: ﴿فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ﴾ [طه: ١١٤]، وقال تعالى: ﴿مَلِكِ النَّاسِ﴾، وقال عزَّ وعلا: ﴿الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ﴾ [الحشر: ٢٣]، وقال في صفة يوم القيامة: ﴿الْمُلْكُ يَوْمَئِذٍ لِلَّهِ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ﴾ [الحج: ٥٦]، وقال تعالى: ﴿لِمَنِ

(^١) كذا في النسخ الخطية، ولعل الصواب: (فلنا)، أو نحو ذلك.
(^٢) في (أ) زيادة: "كل".
(^٣) قوله: "أبو عبيدة" تكرر في القولين، ولعل أحدهما: (أبو عبيد)، فكثيرًا ما يحصل الخلط بينهما لتشابه الاسمين، والمعاصرة حيث إنَّ أبا عبيد تلميذ أبي عبيدة.

1 / 118