============================================================
الفن الرابع: المقالات التي اختلف فيها أهل الملة فقال قوم: لا بد من أن يكون فيه عجز عن حمل الخمسين الرطل الفاضلة على ما يقدر على حمله.
وقال قوم: بل لا عجز فيه عن ذلك، وإنما عدم القدرة عليه فقط، وبذلك يقول أبو الحسين القول في العجز: نفاه أبو بكر الأصم، وزعم أن العجز ليس شيئا غير العاجز، وأثبته غيره.
واختلفوافيه: فقال ضرار وحفص: إنه بعض الجسم كما أن القدرة بعضة.
وقال بعض المجبرة: إن العجز الذي هو الزمانة بعض الجسم، والزمانة عنذهم تضاد الصحة وتضاد الاستطاعة، وإن ههنا عجزا آخر ليس ببعض، وهو القدرة على أحد الضدين، كالقدرة على الكفر عجز عن الإيمان، والقدرة على الإيمان عجز عن الكفر، وكذلك في الطاعة والمعصية في كل فعلين:.
وإلى هذا يذهب النجار فيما أظن.
وقال بعضهم: إن العجز بعض الجسم، وهي الزمانة فقط، وإن القدرة على الشيء لا تكون عجزا عن الضد، وإن الكافر ليس بقادر على الإيمان ولا عاجز عنه، وكذلك المؤمن ليس بقادر على الكفر ولا عاجز عنه.
واختلفوا فيه يكون عجزا عن الفعل في حالة أو عجزا عنه في ثانية: فقال أبو الهذيل وغيره من المعتزلة: إن الإنسان يعجز عن الفعل في ثانية، والعجز لا ينفي الفعل في حال حدوثه، كما أن القدرة لا توجد في حالها.
Bogga 315