301

============================================================

الفن الرابع: المقالات التي اختلف فيها أهل الملة وقال سائر المعتزلة: ليس يجوز ذلك لأنا لم نقل: إن الله جعل الكفر مخالفا للإيمان قياسا، فيجب أن نقيس عليه غيره، وإنما قلنا: اتباعا، وقول القائل: أراد الله أن يكون الكفر مخالفا للإيمان وقبيحا، ليس يقع إلا على الكفر؛ لأنه ليس هناك مخالفة ولا قبخ، وهذا إذا كان هكذا فقد وجب من قال: ان الله أراد الكفر بوجه من الوجوه.

القول في الاستطاعة: ثبتها قوم ونفاها آخرون؛ فقال الذين ثبتوها - وهم إيراهيم النظام والأسواري وسائر المعتزلة ومن وافقه في ذلك من أصحابه وأبو بكر الأصم وأبو مالك الحضرمي-: إن الإنسان مستطيع بنفسه لا باستطاعة هي غيره، والإنسان عند إبراهيم وأصحابه هو الژوح، وهو جسم لطيفث مداخل هذا الجسم الكثيف، فقالوا: إن الروح هو الشيء الذي لا يجوز إلا أن يكون مستطيعا بنفسه، لما من شأنه أن يفعله حتى يحل به آفه، والآفة هي العجز، وهي غير الإنسان.

وحكى زرقان والملقب ببرغوث أن أبا مالك الحضرمي كان يقول: إن الإنسان وإن كان مستطيعا بنفسه فإنه إنما يكون مستطيعا للفعل في حال الفعل.

وابراهيم وأصحابه وأبو بكر يقولون: إنه مستطيع له قبله، ويحيلون أن يكون مستطيعا له في حالة.

واختلف الذين أثبتوها فيما بينهم: فحكى أبو شعيب الضوفي أن ضرارا وحفصا(1) الفرد قالا: إنها بعض المستطيع.

(1) في الأصل: حفط:

Bogga 301