============================================================
مقالات البلخي قالوا: وهو مع ذلك قادر على المنع مما لا يريذ من معاصيه والحمل على ما يريد من طاعته بالإكراه والاضطرار، ولكنه لا يفعله لما في ذلك من بطلان التعيد وفساد الامتحان والاختبار. قالوا: وليس يجب أن يكون من يوجد في سلطانه ما لا يريده وما يكرهه ويسخط منه مغلوبا ولا عاجزا، إلا إذا كان عاجزا عن المنع مما لا يريده والحمل على ما يريده، فأما إذا كان قادرا على ذلك فتركه لضرب من المصلحة، أو لأجل قد أجله للجزاء عليه، فهو حليم غير مغلوب، ولاعاجز.
وقالت المجبرة القدرية: إن لم يزل مريدا لأن يكون ما علم أنه يكون من طاعة ومعصية وفاحشة وكفر به وشتم له، قالوا: ومعنى قولنا: لم يزل مريدا لذلك أنه لم يزل غير آب، ولا مستكره عليه.
وقال بعضهم: إن له إرادة أخرى لكل كائن من فعله أو فعل عباده هي (1123) فعل، وهي القصد للشيء الذي يفعله من/ أفعاله التي ينفرد بها ومن أفعال عباده التي يخلقها عندهم مع فعل عباده لها.
ل وحكي عن الرقاشي أنه كان يأبى أن يقول فيما لا يكون مما أمر الله بكونه: إنه أراده أو لم يرده.
واختلف أهل العدل في فروع من فروع هذا الباب: قال جعفر بن حرب: قد يكون القول بأن الله أراده أن يكون الكفر مخالفا للايمان، وأراد أن يكون قبيحا غير حسن، ويكون المعنى في ذلك أنه حكم بها كما قلث، أنه جعل الكفر مخالفا للايمان وجعله قبيحا.
Bogga 300